تفسير

تفسير آية: يسألونك عن الأهلة. من سورة البقرة

تعرف معنا على تفسير آية “ويسألونك عن الأهلة” من سورة البقرة ، لنستوضح كيف وصف الله لنا التقوى وانها ليست ما كان يعتقده العرب في الجاهلية.

نزول آية يسألونك عن الأهلة

عن البَرَاءَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: (نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا، كَانَتِ الأَنْصَارُ إِذَا حَجُّوا فَجَاءُوا، لَمْ يَدْخُلُوا مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ، وَلَكِنْ مِنْ ظُهُورِهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ بَابِهِ، فَكَأَنَّهُ عُيِّرَ بِذَلِكَ، فَنَزَلَتْ: (وَلَيْسَ البِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا، وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى، وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)[البخاري]

تفسير آية: يسألونك عن الأهلة

قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّبِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

معنى الأهلة

جاء البعض يسألون رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن الأهلة وهي جمع هلال وهو القمر، وجاء لفظ “الأهلة” هنا بالجمع مع أن القمر الذي يظهر ويكون به مطالع الشهور ونهاياتها إنما هو قمر واحد، وذلك نظرا لاختلاف شكله، فتارة يكون مكتملا، وتارة يكون ناقصا.

فأمر الله نبيه –صلى الله عليه وسلم- أن يجيبهم بأن هذه الأهلة المختلفة الأشكال إنما جعلها الله مواقيت للعباد ليعرفوا بها بدايات الشهور ونهاياتها، ولينتفعوا بذلك في أمور عباداتهم من الصيام والحج، وأمور دنياهم من الآجال التي يحددونها في البيع والشراء وغيرا ذلك.

دخول البيوت من الخلف

ثم ذكر الله الخطأ الاعتقادي الذي كان عليه العرب في جاهليتهم من أنهم كانوا إذا حجوا بيت الله ثم رجعوا لا يدخلون بيوتهم من أبوابها وإنما يدخلونها من الخلف إما بأن يخرقوا البيت أو الخيام من الخلف أو أن يرتقوا فوق سطح البيت من خلفه فيدخلوه.

البر هو تقوى الله

فبين الله أن هذا ليس من البر وتقوى الله في شيء، فليس الإسلام بالذي يهتم بتلك المظاهر والصور، وإنما الإسلام يهتم ببناء الإيمان في القلوب، فبين لهم أن البر هو تقوى الله -عز وجل- وفعل ما أمر الله به، وليس فعل ما يبتدعه الإنسان من عند نفسه ويعتقده دينا يتقرب به إلى الله –تعالى-.

دخول البيوت من أبوابها

ثم أمرهم الله بأن يهدموا تلك الاعتقادات الباطلة التي لا تمت لدين الله بصلة، وأن يدخلوا بيوتهم من أبوابها دون تحرج من ذلك، وأن يجعلوا بينهم وبين غضب الله وقاية بترك تلك الاعتقادات الباطلة لعلهم يكونوا من المفلحين إذا وقفوا بين يدي الله للحساب ويكونوا من الناجين.

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة