تفسير

أوصاف الفقراء المستحقين للإنفاق عليهم

ذكر الله لنا في كتابه العزيز أوصاف الفقراء المستحقين لصدقاتنا وزكاة أموالنا في آية من سورة البقرة لنميز بين من يستحق ومن لا يستحق.

الفقير هو من عجز عن السعي وطلب الرزق

قال الله: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ)

فهؤلاء الفقراء قوم حبسهم العذر عن الخروج للسعي وطلب الرزق، وهذا العذر الذي حبسهم إما الجهاد في سبيل الله أو طلب العلم أو المرض الذي نزل بهم فأقعدهم عن الخروج للسعي وطلب الرزق.

فقراء تحسبهم أغنياء لتعففهم عن السؤال

ثم قال الله: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)

وهؤلاء الفقراء الذين يجب علينا أن نبحث عنهم إذا نظر الجاهل بحالهم إليهم يظنهم من الأغنياء وسبب ذلك أنهم قوم يتعففون عن سؤال الناس، فالواحد منهم قطع يده أهون عليه من أن يمدها لغير خالقها، وقطع لسانه أيسر عليه من أن يبث شكواه لغير الله.

الفقراء يظهر على وجوههم أثر الفقر

ثم قال الله: (تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ)

أي إذا تأملت حالهم وتفرست في وجوههم تستطيع أن تعرف أنهم فقراء بسبب ما يظهر على وجوههم من الذلة والانكسار بسبب الفقر.

فقراء لا يلحون في سؤال الناس

ثم قال الله: (لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا)

أي لا يلحون في سؤال الناس وطلب الصدقات منهم، والمعنى: أنهم إذا ألجاتهم الضرورة وأوشكت نفسهم على الهلاك لا يلحون في سؤال الناس وإنما يسألون سؤالا لطيفا رقيقا.

الإلحاح في سؤال الناس

وأما الذين يتردون الناس لسؤالهم ويلحون فليس هؤلاء هم الفقراء الذين نبحث عنهم ونعطيهم صدقات أموالنا

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ المِسْكِينُ الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ بِهِ، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ)[البخاري]

الله لا يخفى عليه شيء

ثم قال الله: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)

وبعد أن وصف الله الفقراء خاطب الله هؤلاء المنفقين أنهم مهما فعلوا من خير فإن الله يعلمه مما كان خافيا لا يطلع عليه أحد فإن الله يطلع ويجازي عليه.

مواضيع ذات صلة