تفسير سورة الفاتحة وحكم قول آمين في آخرها
سورة الفاتحة سبع آيات وهي سورة يجب قراءتها في الصلاة فهي ركن من أركانها، سواء كان المرء يصلي في جماعة أم منفردا، ويستحب لقارئ هذه السورة بعد الفراغ منها أن يقول: آمين. وهي بمعنى اللهم استجب لنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
البسملة آية من آيات سورة الفاتحة، والمعنى أبدأ باسم الله، أو بسم الله أشرع في أداء الطاعات.
فإذا كانت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إشارة إلى ترك ما لا ينبغي من العقائد والأعمال فإن: بسم الله الرحمن الرحيم. إشارة إلى ما ينبغي على المرء فعله من العقائد والأعمال.
فعلى الإنسان إذا أراد التيسير والتخفيف أن يبدأ في أي عمل يعمله باسم الله، و “الله” اسم يشير إلى الغلبة والقدرة والقهر ثم ذكر بعده “الرحمن الرحيم” ليدل على أن رحمته أكثر وأكمل من قهره.
فالرحمن بمعنى المنعم بجلائل النعم، والرحيم بمعنى المنعم بدقائق النعم، فكل عمل يعمله الإنسان له عدو وهو الشيطان فلكي ينجو منه عليه إذا شرع في أي عمل أن يبدأ فيه بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم.
إن نوحا -عليه السلام- لما ركب في السفينة قال: بسم الله مجراها ومرساها. فوجد النجاة بنصف هذه الكلمة، فالعبد إذا واظب على تلك الكلمة أتته النجاة.
الحمد لله رب العالمين
الحمد والثناء الحسن حق وملك لله فهو المستحق للحمد بسبب كثرة نعمه على عباده، والحمد هو اعتقاد القلب أن الله متفضل منعم مستحق للتعظيم والإجلال، وهذا الحمد يتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل، فهو شكر لله على النعم المتقدمة هذا الشكر يحفظ على المرء النعمة في الحاضر والمستقبل، قال الله: (لئن شكرتم لأزيدنكم).
وليس معنى الحمد هو القول باللسان إنما حمد الله عبارة عن كل فعل يشعر بتعظيم الله بسبب كونه منعما، وذلك الفعل قد يكون بالقلب أو اللسان أو الجوارح، ففعل القلب هو الاعتقاد، وفعل اللسان هو الذكر باللسان، وفعل الجوارح أن يأتي بأفعال دالة على كون الله موصوفا بصفات الجلال.
و “رب العالمين” هو القائم على كل شيء و “العالمين” هو كل موجود سوى الله.
الرحمن الرحيم
وصف الله نفسه بغاية الرحمة التي هي إيصال الخيرات إلى أصحاب الحاجات، ووصف نفسه بكمال القدرة، فلا يهمل أمر المظلومين بل ينتصف لهم من الظالمين.
مالك يوم الدين
المالك هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر عباده وينهاهم، ويثيب ويعاقب، ويوم الدين هو يوم القيامة وهو يوم يحاسب الناس فيه على أعمالهم، والناس في هذا اليوم يكونون مذعنين فيه لعظمة الله خاضعين لعزته.
إياك نعبد وإياك نستعين
العبادة عبارة عن الإتيان بالفعل المأمور به على سبيل التعظيم، و “إياك نعبد” إشارة إلى الجد والاجتهاد في العبودية، وقوله: “إياك نستعين” إشارة إلى اعتراف العبد بالعجز والذلة والمسكنة والرجوع إلى الله.
فالمعنى: نخصك يا الله وحدك بالعبادة ونخصك وحدك بالاستعانة بك فلا نستعين بغيرك، وذكر الله الاستعانة بعد العبادة لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى، فإن لم يعينه الله فلا يحصل له ما يريد من فعل الأوامر وترك النواهي.
اهدنا الصراط المستقيم
اهدنا يا رب ووفقنا للصراط المستقيم وهو طريق الله الواضح الموصل إلى الله وجنته، فالهداية إلى الصراط هي لزوم الإسلام وترك ما سواه من الأديان، وهذا دعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد، ولهذا وجب العبد أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته.
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
هذا الصراط المستقيم هو طريق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، “غير المغضوب عليهم” الذين عرفوا الحق وتركوه، “ولا الضالين” الذين تركوا الحق على جهل وضلال.
حكم قول : آمين
يسن لقارئ الفاتحة إذا انتهى من قراءتها أن يقول عقبها “آمين”
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قال الإمام” (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)[البخاري]
للاطلاع على المزيد: