تفسير سورة الفلق وذكر فضلها ومقصودها
حض الله العباد في سورة الفلق على الالتجاء إليه والتحصن به من شر الشياطين وشر الظلام إذا انتشر في الأرض وشر السحرة والحاسدين.
فضل سورة الفلق
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ (قل هو الله أحد) وبالمعوذِّتين [سورتي الفلق والناس] جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده)
قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به.[البخاري]
وعن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنزل أو أنزلت علي آيات لم يُر مثلهن قط المعوذِّتين)[مسلم]،
وعن عقبة أيضا قال: (أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة)[الترمذي].
تفسير سورة الفلق
في سورة الفلق أمر الله عباده بالاستعاذة برب المخلوقات ورب الفلق وهو الصبح من كل أذى وشر يصيب الإنسان من أي شيء من المخلوقات.
ثم خصص بعض هذه المخلوقات؛ تعظيما لشرها ولكثرة وقوع الأذى منها وهي: الغاسق إذا وقب وهو الليل إذا أقبل واشتد ظلامه، فهو موضع ينشط الشيطان فيه، وينشط فيه كل مؤذ لخفائه وعدم ظهوره في ظلمة الليل.
والنفاثات في العقد هي تلك الساحرات الساعيات بالأذى والنفخ في العقد التي يعقدنها وهذا من أعمال الساحر.
ومن شر الحاسد الذي يتمنى زوال نعمة الله عن عباده، فنحن نستجير بالله ونلجأ إليه من هذه الشرور.
وجاءت لفظة النفاثات معرفة بالألف واللام لأن كل نفاثة أي ساحرة لها شر، ولم يُعَرِّف الغاسق؛ لأنه ليس كل غاسق وهو الليل له شر، وكذا ليس كل حاسد له شر فرب حسد يكون محمودا وهو الغبطة أن تتمنى مثل ما عند الآخر دون أن تتنمنى زوال النعمة عنه.
مقصود سورة الفلق
الإلتجاء إلى الله تعالى، والتحصن بقدرته من شر الخلق، والتحصن بالله من شر الظلام إذا انتشر، والتعوذ بالله من شر السحر وشر الحاسد.
للاطلاع على المزيد:
- تفسير سورة الماعون: ما هي صفات المكذبين بالدين كما وصفها القرآن؟
- ما هو تفسير سورة النصر؟
- تفسير سورة الفاتحة وحكم قول آمين في آخرها
