ما هي فضائل يوم الجمعة؟
جعل الله ليوم الجمعة الكثير من الفضائل التي اختصه الله بها دون غيره من الأيام، فهو أفضل أيام الدنيا، وهو اليوم الذي هدانا الله له دون غيرنا.
أفضل أيام الدنيا يوم الجمعة
يوم الجمعة حدثت فيه الكثير من الأمور العظيمة والتي منها خلق آدم -عليه السلام- وفيه أدخل الجنة، وفي هذا اليوم أيضا أخرج منها، والإخراج من الجنة لا تعتبر من الفضائل، وإنما هو من الأمور العظام التي حدثت فيه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها)[مسلم]
قال السيوطي: ” قَالَ القَاضِي: الظَّاهِر أَن هَذِه القضايا المعدودة لَيست لذكر فضيلته ؛ لِأَن إِخْرَاج آدم من الْجنَّة وَقيام السَّاعَة لَا يعد فَضِيلَة، وَإِنَّمَا هُوَ بَيَان لما وَقع فِيهِ من الْأُمُور الْعِظَام، وَمَا سيقع ليتأهب العَبْد فِيهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة لنيل رَحْمَة الله تَعَالَى وَرفع نقمته .
وَقَالَ ابن الْعَرَبِيّ فِي الأحوذي: الْجَمِيع من الْفَضَائِل، وَخُرُوج آدم من الْجنَّة هُوَ سَبَب الذُّرِّيَّة وَهَذَا النَّسْل الْعَظِيم، وَوُجُود الرُّسُل والأنبياء والأولياء وَلم يخرج مِنْهَا طردًا بل لقَضَاء أوطار ثمَّ يعود إِلَيْهَا، أما قيام السَّاعَة فسبب لتعجيل جَزَاء النَّبِيين وَالصديقين والأولياء وَغَيرهم وَإِظْهَار كرامتهم وشرفهم .
وَفِي الحَدِيث دَلِيل لمن قَالَ إِن يوم الْجُمُعَة أفضل من يَوْم عَرَفَة، وَعبارَة بَعضهم أفضل أَيَّام الْأُسْبُوع يَوْم الْجُمُعَة، وَأفضل أَيَّام السّنة يَوْم عَرَفَة “[شرح السيوطي على مسلم]
نحن الآخرون السابقون
ضل السابقون من الأمم الأخرى عن يوم الجمعة وهدانا الله له، فبالرغم من أننا الآخرون في الزمان إلا أننا نكون السابقون بدخول الجنة يوم القيامة.
ورسول الله هو الذي يشفع للأمم يوم القيامة إذا طال بهم الوقوف وغرقوا في عرقهم فمنهم من يكون العرق لكعبيه، ومنهم من يكون لحقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما، ويتمنى الناس الانصراف ولو إلى النار، فيشفع رسول الله لهم عند ربه.
فقد أمر الله الأمم السابقة بيوم الجمعة لكنهم اختلفوا فهدانا الله لهذا اليوم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، اليَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ)[البخاري]
يوم الجمعة للمسلمين
كان الله قد أمر الأمم قبلنا بيوم الجمعة فاختلفوا فعظم اليهود يوم السبت، وعظم النصارى يوم الأحد، وهدانا الله ليوم الجمعة.
عن أبي هريرة وحذيفة قالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ،
فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ)[مسلم]
قال الإمام ابن تيمية: “وأما اختلاف أهل الكتاب وعدم اهتدائهم ليوم الجمعة فهو معلوم بالتواتر، أن أهل الكتاب اختلفوا وتفرقوا قبل إرسال محمد -صلى الله عليه وسلم- بل اليهود افترقوا قبل مجيء المسيح ثم لما جاء المسيح اختلفوا فيه.
ثم اختلف النصارى اختلافًا آخر، فكيف يقال إن قوله: (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة) هو فيمن لم يؤمن بمحمد منهم؟.
وأيضا فالذين كفروا بمحمد كفار وهم المذكورون في قوله: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة” [مجموع الفتاوى لابن تيمية]
وأما سبب سبقنا لهم في الآخرة ” لأجل أنا أوتينا الكتاب من بعدهم فهدينا لما اختلفوا فيه من الحق حتى صرنا سابقين لهم إلى التعبيد، فكما سبقناهم إلى التعبيد في الدنيا نسبقهم إلى كرامته في الآخرة “[مجموع الفتاوى]
يوم الجمعة عيد للمسلمين
من مظاهر كون يوم الجمعة من أعياد المسلمين أننا أمرنا بأن نغتسل وأن نلبس من أفضل ثيابنا وأن نتطيب، وأن ننظف أسنانا بالسواك نحوه لئلا نؤذي المسلمين في الصلاة برائحة الفم، وكل هذا إنما هو من مظاهر الأعياد.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ، جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ)[ابن ماجه]
وعن قيس بن السكن قال: مر ناس من أصحاب عبد الله بن مسعود، على أبي ذر يوم جمعة، وهم صيام، فقال: (أقسمت عليكم لتفطرن فإنه يوم عيد)[ابن أبي شيبة]
صلاة الجمعة
من أفضل الصلوات صلاة الجمعة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)[مسلم]
صلاة الفجر جماعة يوم الجمعة
صلاة الفجر في جماعة يوم الجمعة من أفضل الصلوات عند الله، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة)[شعب الإيمان]
قال الصنعاني: ” أكثرها أجرًا لديه(صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة)؛ لأنها أفضل الخمس، واليوم أفضل الأيام، والجماعة أفضل الصلوات، وهذه أفضلية مطلقة،
فتفيد أنهما أفضل من كل فريضة إذ هو أخص من حديث: (أفضل الصلاة، الصلاة لأول وقتها)
فإذا كانت في أول الوقت اجتمعت لها فضيلة الوقت والصفة واليوم”[التنوير شرح الجامع الصغير]
ساعة الإجابة
من فضائل يوم الجمعة أن الله جعل فيه ساعة إجابة لا يوافق عبد تلك الساعة وهو يدعوا الله إلا استجاب الله دعاءه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَالَ: (فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.[البخاري]
الموت يوم الجمعة
الزمان الشريف له أثر على من مات فيه، كما أن المكان الشريف كالبيت الحرما له أثره، فمن مات في يوم الجمعة وقاه الله عذاب القبر.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ القَبْرِ)[الترمذي]
للاطلاع على المزيد:
- ما يستحب عمله يوم الجمعة قبل الذهاب للخطبة
- ما هي فضائل التبكير لصلاة الجمعة؟
- ما يستحب قراءته في يوم الجمعة وليلته واغتنام ساعة الإجابة