العقيدة الإسلامية

تعرف على وصف النبي محمد في القرآن الكريم الجزء الأول

رسم القرآن الكريم صورة للنبي -صلى الله عليه وسلم- محببة للنفوس تبين مكانة رسول الله عند الله، ومكانته عند الناس، وما كان يتمتع به من رحمة قد فطر عليها.

كان خلقه القرآن

لقد امتزجت حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلوكياته وتصرفاته بالقرآن كامتزاج الدسم بالحليب حتى كان رسول الله قرآنا يمشي بين الناس.

وهذا هو الوصف الذي وصفت به عائشة -رضي الله عنها- رسول الله عندما سئلت عن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم-  فقالت: كان خلقه القرآن أما قرأت قول الله: (وإنك لعلى خلق عظيم).

نفي الجنون عن النبي ودوام الأجر له

قال الله تعالى وهو يتحدث عن نبيه: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ).

لقد أقسم الله على نفي الجنون عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- فالله هو الذي اصطفاه وأهّله للنبوة ليخرج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بالله.

فأنت يا محمد منزه عما يصمك به الكافرون من الجنون حيث قال الله عنهم: (وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ ‌لَمَجۡنُونٞ).

فبسبب تعبك يا محمد وتحملك الألم في سبيل تبليغ دعوة ربك فإن أجرك عظيم دائم لا ينقطع.

وصف النبي بالرؤوف الرحيم

قال الله: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ‌بِالْمُؤْمِنِينَ ‌رَءُوفٌ ‌رَحِيمٌ).

لقد جاءكم يا معشر العرب رسول منكم تعرفون نسبه وبيته فهو من أكرم بيت فيكم، وتعرفون ماضي هذا الرسول.

وقيل: الخطاب للناس جميعا لأنه مرسل لكل البشر حيث قال الله لهم: لقد جاءكم رسول من جنسكم فهو بشر مثلكم ، يشق عليه ما يشق عليكم لا يقصر في جلب خير لكم ولا في دفع مضرة عنكم بالمؤمنين عظيم الرأفة والشفقة.

قال الحسن بن فضيل: “لَمْ يَجْمعِ اللهُ لأَحدٍ منَ الأَنبياءِ بينَ اثنينِ من أَسمائه إِلَاّ لِلنَّبى -صلَى الله علَيه وسلَّم- فَقَد سمَّاه رَؤُوفًا رَّحِيمًا”.

رقة ولين قلب النبي

قال الله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا ‌غَلِيظَ ‌الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).

في غزوة أحد أمر رسول الله الرماة بأن يلزموا أماكنهم على الجبل حتى يأمرهم رسول الله بالنزول؛ لأنهم يحمون ظهور المسلمين.

لكن الرماة رأوا أن النصر في صالحهم وأنهم قد انتصروا على عدوهم فتركوا أماكنهم ونزلوا لجمع الغنائم فكانوا سببا في قلب ميزان المعركة وتحول النصر لهزيمة بسبب تركهم للأماكنهم.

فبسبب رحمة من الله بما فطر الله عليه نبيه من الرحمة لم يعنفهم ولم يعاتبهم على فعلهم وكانوا يستحقون أشد التعنيف وكان هذا سببا في جمع القلوب حوله ولو أنه قسا عليهم وأغلظ القول لهم لنفر قلوبهم منه وربما انفضوا من حوله.

فاعف عنهم فيما يتعلق بحقك، واستغفر لهم فيما يتعلق بحق الله، وشاورهم في أمر الحرب وفي كل أمر له خطر.

فإذا استقر رأيك وسكنت نفسك فامض لأمرك ولا تتردد وتوكل على الله في تنفيذ ما عزمت عليه إن الله يحب المتوكلين عليه في جميع أمورهم.

رسول الله جعله الله رحمة للعالمين

قال الله: (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)، وما أرسلناك يا محمد بما بعثناك به الهدى ودين الحق إلا رحمة للناس أجمع لينالوا سعادة الدارين الدنيا والآخرة.

لقد كانت بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- رحمة بالإنسان بتلك التشريعات التي تشتمل على جوانب الرحمة.

ورحمة بالحيوان حيث نهانا رسول الله عن تعذيب الحيوان، وكان رحمة للكافرين لأن وجود النبي -صلى الله عليه وسلم- منع نزول عذاب الاستئصال كما نزل بالأمم السابقة.

أخرجنا الله بالنبي من الظلمات إلى النور

لقد أخرجنا الله بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بسبب هذا النور الذي جاءنا به وهو نور القرآن الذي أنزله الله عليه.

قال الله: (قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).

التواضع واللين

لقد وصى الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالتواضع واللين وخفض الجناح والإحسان في معاملة المؤمنين فقال الله: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

رسول الله بشر كغيره من البشر

إن الصفات التي وصف الله بها نبيه -صلى الله عليه وسلم- لم ترفعه فوق كونه بشرا إنما هو بشر تميز عن غيره من البشر بهذا الوحي الذي أوحاه الله إليه، وبتكريمه وتشريفه بالنبوة.

قال الله: (قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ ‌بَشَرٞ ‌مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا).

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤكد على كونه بشر لا يرتفع فوق ذلك حينما يطلب منه قومه الآيات على سبيل التعنت فيبين لهم أنه بشر لا قدرة له على ذلك وإنما الذي يفعل هو الله.

فقال الله: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

ولأنه بشر يجوز عليه الموت كما يجوز على غيره، فقال الله: (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).

أمية النبي

من الصفات التي وصف الله بها نبيه في القرآن أنه وصفه بوصف الأمية، قال الله: (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

فلم يكن قارئا مطلعا على ثقافات الأمم من حوله ولو كان كذلك لكان هذا حجة للمشركين أن يطعنوا في القرآن ويدعوا أن ما أتى به إنما هو من ثقافات الأمم الأخرى.

قال الله: (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ).

وإن كانت الأمية عيب في غير النبي -صلى الله عليه وسلم- فهي في النبي إثبات بصدق الوحي وتلك الأمية هي التي تحول بين رسالة النبي والشك فيها.

صلاة الله والملائكة على النبي

عظم الله أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- فبين لنا أنه صلى على نبيه، والصلاة من الله تكون بمعنى الرحمة.

وأن ملائكته صلوا على نبيه، والصلاة منهم بمعنى الاستغفار، وأمر الله المؤمنين بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

من بايع النبي كأنما بايع الله

عظم الله أمر مبايعة النبي -صلى الله عليه وسلم- فبين الله أن من بايع نبيه فكأنما بايع الله لأن رسول الله يأمر العباد بما أمره الله به، فقال الله: (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ).

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة