الوسائل التي وضعها الإسلام للحفاظ على صحة المراهقين والشباب
ترجع وسائل حماية الشباب والمراهقين لأمرين أساسيين هما: الوسائل الوقائية التي تقيهم الأمراض، والوسائل العلاجية للأمراض التي يتعرضون لها.
تنمية الجانب الإيماني عند المراهقين
من الوسائل الوقائية التي تقي الشباب والمراهقين من التعرض للأمراض تنمية الجانب الروحي بتعليمهم كيف يستدلون على وجود الله.
حتى يكون عندهم إيمان عميق لا يتزعزع أمام شبهات الملحدين، وإنما يكون إيمانهم إيمانا راسخا رسوخ الجبال الشوامخ.
ومما يقوي هذا الإيمان القلبي الالتزام بالجانب العملي في الإسلام كأداء العبادات التي افترضها الله علينا، كالصلاة والصيام والزكاة.
وتنمية جانب الأخلاق وربطه بالعقيدة الصحيحة، وتربيتهم على الاهتمام بذكر الله القلب واللسان، لأن ذكر الله مما يطمئن القلوب قال الله: (ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ).
وكان من أولى الأشياء التي أوصى بها لقمان ولده أن أمره ألا يشرك بالله فقال الله: (وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ).
تنمية جانب العفة للمراهقين
فائدة تنمية الجانب الإيماني عند الشباب والمراهقين أنه يحملهم على الالتزام بأوامر الله والانتهاء عما نهى الله عنه، فإن مما أمرنا الله به العفة والطهارة ونهانا عن ارتكاب الفواحش والموبقات.
فحرم الله علينا الزنى فقال الله: (وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ) وقال الله: (وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا).
وحرم الله علينا الشذوذ فذكر لنا ما كان من قوم لوط وكيف أن الله أنزل عليهم عذابه فقال الله: (وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ).
فلم يستجيبوا فأنزل الله بهم عذابه فقال: (فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ).
ولا شك أن هذه الممارسات الخاطئة والشاذة من أكبر الأسباب التي تؤدي لانتشار الأمراض التي تهلك الشباب والمراهقين وتقضي على صحتهم.
من أجل ذلك أرشد الإسلام إلى ما هو خير من ذلك وفيه حفظ للصحة من تعريضها لهذا الخطر فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)[البخاري]
تفريغ طاقة الشباب
لابد للشباب والمراهقين من تفريغ طاقتهم في شيء نافع ومفيد، كالرياضة التي تكون فيها قوة للبدن أو المشاركة في المشاريع الاجتماعية التي تعود بالنفع على المجتمع.
أو الانشغال بما ينمي مهاراتهم؛ لأنهم إذا تركوا أنفسهم للفراغ سيكون هذا من أكبر العوامل التي تقودهم للفساد.
عدم إضاعة الوقت
من أهم الأشياء التي يجب على الآباء أو المربين أن يهتموا بها أن يملؤا وقت الفراغ لأبنائهم؛ لأن الوقت هو العمر، وإذا مر العمر دون الاستفادة منه فإنهم لن يستعيدوا هذا الوقت ليستفيدوا منه مرة ثانية.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)[البخاري]
الترويح عن النفس
مما ينبغي على الآباء أن يهتموا به بالنسبة للمراهقين والشباب أن يعطوهم جزءا من الوقت ليروحوا فيه عن أنفسهم؛ لأن النفوس يصيبها الملال، وهذا الترفيه يكون بالمباح وليس بما حرمه الله.
عن حنظلة قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوعظنا فذكر النار قال: ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان، ولاعبت المرأة قال: فخرجت، فلقيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال:
وأنا قد فعلت مثل ما تذكر، فلقينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله نافق حنظلة فقال: مه فحدثته بالحديث فقال أبو بكر: وأنا قد فعلت مثل ما فعل فقال:
(يا حنظلة ساعة وساعة، ولو كانت تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة، حتى تسلم عليكم في الطرق)[مسلم]
صيانة القلب
القلب من الإنسان هو أهم عضو فيه، وإذا صلح هذا العضو صلحت معه جميع أعمال جوارح البدن، وإذا فسد هذا العضو فسدت معه جميع جوارح الجسد.
وهذا ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)البخاري
فالقلب هو محل الشبهات والشهوات، وليس هناك ما يمكن أن يقضي على كل تلك الشبهات إلا القرآن الكريم الذي جعله الله شفاء للقلوب فقال الله: (وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارٗا).
صيانة الأبدان
من الأمور التي يجب علينا صيانتها هي صيانة هذا البدن المادي من الأمراض التي تصيبه فإن طلب التداوي مشروع.
وما من داء أنزله الله إلا وأنزل له دواء قد يعرفه البعض ويجهله البعض الآخر فلابد وأن نلجا لأصحاب التجارب والخبرة من الأطباء طلبا للشفاء.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)[البخاري]
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)[مسلم]
هذه بعض الإرشادات التي ينبغي علينا الاهتمام بها حتى نقي المراهقين والشباب من الأشياء التي تؤذيهم ولنحافظ على صحتهم.
للاطلاع على المزيد:
- كيف نربي أطفالنا على الأخلاق الحميدة؟
- كيف كانت معاملة النبي للأطفال
- ضوابط الصداقة على مواقع التواصل الاجتماعي
- تعرف على كيفية التربية الفكرية والعملية الناجحة للطفل
- مسئولية الوالدين من أجل الحفاظ على صحة أطفالهم
- تعرف على الأسس التربوية الناجحة في تربية الأطفال