موضوعات اسلامية

ما هي الأسس التي وضعها الإسلام للتربية الجنسية للطفل؟

هناك الكثير من الأسس التي وضعها الإسلام للتربية الجنسية للطفل؛ لأن الغريزة الجنسية من الدوافع الفطرية التي وضعها الله في الإنسان لدوام هذا النسل في الأرض.

آداب الاستئذان

من الأسس التي وضعها الإسلام للتربية الجنسية أن نعلم الأبناء آداب الاستئذان بأن يستأذن في البيت على أبويه في ثلاثة أوقات:

قبل صلاة الفجر، وفي وقت الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء؛ لأنها أوقات راحة وقد تنكشف العورة فيها.

وهذا هو ما أشار إليه القرآن في قول الله: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسۡتَـٔۡذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَبۡلُغُواْ ٱلۡحُلُمَ مِنكُمۡ ثَلَٰثَ مَرَّٰتٖۚ

مِّن قَبۡلِ صَلَوٰةِ ٱلۡفَجۡرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ ثَلَٰثُ ‌عَوۡرَٰتٖ لَّكُمۡۚ

لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ وَلَا عَلَيۡهِمۡ جُنَاحُۢ بَعۡدَهُنَّۚ طَوَّٰفُونَ عَلَيۡكُم بَعۡضُكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ).

والولد ينبغي عليه أن يستأذن على أمه لئلا يراها بحالة تكرهها، فعن عطاء بن يسار، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأله رجل، فقال: يا رسول الله، ‌أستأذن ‌على ‌أمي؟ فقال: (نعم) قال الرجل: إني معها في البيت،

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استأذن عليها) فقال الرجل: إني خادمها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟) قال: لا، قال: (فاستأذن عليها)الموطأ

والاستئذان يكون ثلاث مرات فإذا أذن لك صاحب البيت فادخل وإلا فارجع، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌الاستئذان ‌ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع)[مسلم]

غض البصر وستر العورة

من الآداب التي ينبغي على الآباء أن يعلموها لأبنائهم أن يعودوهم على غض البصر لأن الإنسان إذا نظر إلى العورات أهاج ذلك غريزته وعرضه للفتن، ولا سبيل للوقاية من ذلك إلا بغض البصر عن النظر للمحرمات.

قال الله: (قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ ‌يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ).

فمن وقع نظره على محرم دون قصد منه فلينته ولا يأثم على ذلك، أما من داوم النظر فإنه يأثم بذلك.

عن ‌جرير بن عبد الله قال: (سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري)[مسلم]

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: (يا علي ‌لا ‌تتبع ‌النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة)[أبو داود]

التفريق بين الأطفال في المضاجع

كما يقولون الوقاية خير من العلاج، والإسلام دائما يستخدم أسلوب الوقاية في تربية الأطفال بأن نجنبهم ملابسة الخطأ، وذلك لأن الطفل شهوته أشد من عقله،

من أجل ذلك أمر الإسلام بأن نفرق بينهم في أماكن النوم لأنهم ربما لا يدرون ما يفعلون أثناء نومهم،

فنفرق بينهم بأن يكون لكل واحد منهم سرير فإن لم يمكن ذلك يكون هناك حاجز يفصل بينهم في السرير الواحد.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌مروا ‌أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)[أبو داود]

آداب النوم

للنوم آداب ينبغي على الأطفال أن يتعودوا عليها بأن ينام على شقه الأيمن وألا ينام على بطنه لأنها نومة تثير غريزته، فضلا عن كونها نومة يبغضها الله.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا مضطجعا على بطنه فقال: (إن هذه ضجعة ‌لا ‌يحبها ‌الله)[الترمذي]

البعد عن المثيرات الجنسية

الاختلاط من العوامل الأساسية التي تثير الغرائز الجنسية لذلك كان من الأمور الواجبة على الآباء تجاه أطفالهم أن يجنبوهم أماكن الاختلاط، واجتناب البيئات الفاجرة ومظاهر الميوعة والخلاعة،

وإبعادهم عن أصحاب السوء لأن الطفل في المراحل العمرية المبكرة يميل لتقليد الأصحاب أكثر ويكون تأثيرهم عليه أكثر من تأثير الآباء عليه، لذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)

وصدق القائل إذ يقول:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي.

التوعية الدينية

من أسس التربية الصحيحة التوعية الدينية بأن يعرف الطفل أن هناك رقيب عليه يعلم سره وعلانيته .

وأن يتعهد الآباء والمربون والمصلحون الأطفال بالتوعية دائما بما أمر الله به وبما نهى عنه حتى يستقر الأمر في نفوسهم وليعلموا أنهم إن فعلوا الخطأ بعيدا عن أعين الناس فإن الله شاهد عليهم ومطلع على أحوالهم ويعلم ما يكسبون.

عن أبي أمامة قال: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غلام شاب فقال: يا رسول الله ‌ائذن ‌لي ‌في ‌الزنا ، فصاح به الناس ، وقالوا: مه.

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ذروه ، ادن) فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أتحبه لأمك؟) قال: لا ،

قال: (فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لابنتك؟) قال: لا قال: (وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم ، أتحبه لأختك؟) قال: لا ،

قال: (فكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم ، أتحبه لعمتك؟) قال: لا ، قال: (فكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم ، أتحبه لخالتك؟) قال: لا ،

قال: (وكذلك الناس لا يحبونه لخالاتهم ، فاكره لهم ما تكره لنفسك ، وأحب لهم ما تحب لنفسك)

فقال: يا رسول الله ادع الله أن يطهر قلبي ، فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده على صدره فقال: (اللهم أغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه) ، قال: فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شيء)[الطبراني]

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة