تعرف على وصف فريضة الصلاة كما جاءت في القرآن
وصف الصلاةورد ذكر الصلاة في مواضع متعددة من القرآن كلها يؤكد مكانة الصلاة في الإسلام، وأنها ركن من الأركان التي بني عليها الإسلام، فمن هدمها فقد هدم الدين.
الصلاة محددة الأوقات
ورد في القرآن الكريم أن الصلاة محددة الأوقات فلا يجوز أداء الصلاة قبل وقتها الذي حدده الله لها، فقال الله: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا).
صلاة الخوف
من باب التأكيد على فريضة الصلاة لم يبح الله تركها في قت الحرب وإنما أوجب أداءها لكن بهيئة مختلفة وهي صلاة الخوف التي ذكرها الله في قوله:
(وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ
وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا).
وصلاة الخوف لها صور متعددة وكلها جائز، قال الخطابي: صلاّها النّبيّ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ– في أيام مختلفة بأشكال متباينة يتحرى فيها ما هو الأحوط للصلاة والأبلغ للحراسة، فهي على اختلاف صورها متفقة المعنى.
صور صلاة الخوف
1 – إذا كان العدو في غير جهة القبلة والإمام يصلي الصلاة الثنائية وفيها يقسم الجيش إلى طائفتين: طائفة تصلي معه وأخرى أمام العدو لئلا يهجم عليهم.
فيصلي الإمام بالطائفة الأولى ركعة فإذا قام للثانية نوى من خلفه الإنفراد فيصلوا الثانية ويسلموا والإمام لا يزال قائما،
فتأتي الطائفة الثانية وتدخل مع الإمام في الركعة الثانية فيصلي بهم ثم يجلس للتشهد ويطيل الجلوس حتى يقوم من خلفه للإتيان بالركعة الثانية ويدركوا الإمام في التشهد فيسلم بهم.
2 – أن يصلي الإمام بكل طائفة ركعتين فتكون صلاته أربع ركعات لا يسلم إلا بعد الأربع وتكون من كل طائفة ركعتين، فتصلي طائفة خلفه ركعتين ثم تسلم ثم تأتي الطائفة الأخرى فتصلي خلفه ركعتين ثم يسلم الإمام ويسلمون خلفه.
3 – أن يصلي الإمام بكل طائفة من الطائفتين صلاة كاملة ركعتين ثم يسلم.
4 – أن تصلي كل طائفة ركعة واحدة فقط مع الإمام ثم تسلم دون أن تقضي الركعة الثانية ويصلي الإمام ركعتين.
أداء الصلاة من سمات المؤمنين
جعل الله أداء الصلاة من سمات المؤمنين ودليلا على تقواهم وخضوعهم لله، فقد وصف الله المتقين في أول سورة البقرة بقوله:
(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
وكان من تمام أدائها أن يؤديها المؤمن بخشوعها وخضوعها لا مجرد حركات وسكنات يكون القلب لاهيا معها لأن الخشوع في الصلاة ركن من أركانها قال الله: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).
الصلاة الوسطى
أمر الله بالمحافظة على إقام الصلاة، وذكر بعدها الأمر بالمحافظة على الصلاة الوسطى من باب التأكيد عليها، ولأنها تقع وقت اشتغال الناس،
وربما تقع في وقت الراحة والكسل لأناس آخرين، وسميت بالوسطى لأنها تتوسط صلاتي الليل والنهار، وهذه الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
عن علي -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم الأحزاب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس)[البخاري]
ثناء الله على أهل الصلاة
أثنى الله على هؤلاء الذين لا ينشغلون عن الصلاة بأي أمر من أمور الدنيا فقال الله: (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ)
وخص الله الرجال بالذكر هنا دون النساء؛ لأن النساء لا يجب عليهن الصلاة في المسجد وليس عليهن جمعة ولا جماعة، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد.
التكاسل عند أداء الصلاة
جعل القرآن الكريم التكاسل عند النهوض لأداء الصلاة مظهرا من مظاهر النفاق فهم يقومون متثاقلين متباطئين عند أدائها لا رغبة لهم فيها لأنهم لا يعتقدون ثوابا على فعلها ولا عقابا على تركها.
قال الله: (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
الاستهزاء بالصلاة من مظاهر الكفر
جعل الله تعالى الاستهزاء بالدين وبالصلاة كفرا فقال الله: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ).
فإذا أذن المؤذن للصلاة لإعلام الناس بدخول وقتها ليقبلوا لأدائها استهزءوا وكانت لهم أساليب متنوعة في الاستهزاء والسخرية.
الصلاة تحتاج للصبر عليها
أداء الصلاة والمداومة على فعلها ليس أمرا سهلا وإنما يحتاج للصبر ومجاهدة النفس للاستمرار على أدائها قال الله:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ).
وأمر الله بالصبر على أدائها فإن الصبر هو السلاح الذي يستعين به المسلم على أداء الصلاة قال الله: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها).
جزاء من يحافظون على الصلاة
وعد الله هؤلاء الذين يؤدون الصلاة كاملة الأركان بأن الله أعد لهم أجرا كريما في الآخرة فقال الله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
الصلاة تذكر الإنسان بربه
من فوائد الصلاة أنها تذكر العبد بربه بين الحين والحين حتى يكون قلبه دائما على تواصل مع الله، وحتى يكون في حال شكر دائم لله.
قال الله: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).
ترك الصلاة من أعظم أعمال الشيطان
من أجلِّ الأعمال التي يسعى الشيطان لها ويحرص عليها هي صد الناس عن ذكر الله وعن الصلاة، فيزين لهم كل منكر من شأنه أن يبعدهم عن ذكر الله والصلاة، كشرب الخمور ولعب الميسر والقمار قال الله:
(إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).
ذكر هيئات الصلاة وعدد ركعاتها
لم يتعرض القرآن لذكر هيئة الصلاة ولا لعدد ركعاتها وإنما ترك هذا الأمر للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليبينه للناس لأن مهمة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي البيان قال الله: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
وقد صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصلى المسلمون خلفه الصلاة التي نصليها اليوم بأركانها وسننها وهيئاتها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلوا كما رأيتمونى أصلى)
للاطلاع على المزيد:
- ما حكم الصلاة بالنعلين إذا كانا طاهرين؟ وكيفية طهارة النجاسة؟
- ما حكم جاحد الصلاة وتاركها؟
- ما حكم غطاء الرأس أثناء الصلاة؟
- كيف يتم قضاء الفوائت من الصلاة؟