صلاة الوتر تعريفها وحكمها وصفتها

الوِتر هو العدد الفردي كالواحد والثلاثة والعرب يقولون: كان القوم شفعا فوترتهم. أي كانوا عددا زوجيا فبسبب دخولي عليهم صاروا عددا فرديا، وعلى هذا فصلاة الوتر هي الصلاة التي يكون عدد ركعاتها وترا.

حكم صلاة الوتر

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة الوتر سنة مؤكدة، واستدلوا على كونها سنة مؤكدة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلها وواظب على فعلها.

واستدلوا على عدم وجوبها كالصلوات الخمس بحديث الأعرابي الذي رواه البخاري عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل نجد ثائر الرأس، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خمس صلوات في اليوم والليلة) فقال: هل علي غيرها؟ قال: (‌لا ‌إلا ‌أن ‌تطوع).

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وصيام رمضان). قال هل علي غيره؟ قال: (‌لا ‌إلا ‌أن ‌تطوع).

قال: وذكر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: (‌لا ‌إلا ‌أن ‌تطوع).

قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أفلح إن صدق).

لكن ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن الوتر واجب وليس بفرض، وهناك فرق بين الواجب والفرض عنده، فالقول عنده بأنه واجب معناه أن من أنكره لا يكون كافرا كمن أنكر الصلوات الخمس.

وقت صلاة الوتر

صلاة الوتر تكون بين صلاتي العشاء والفجر يؤديها المسلم في أي وقت بين هذين الوقتين، والأولى له أن يجعل صلاة الوتر هذه خاتمة صلاته بالليل.

والأولى للمسلم إذا قام من الليل بعد العشاء وأراد أن يتهجد بالليل أن يجعل صلاة الوتر بعد صلاة التهجد.

عن ابن عمر قال: سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر: ما ترى في صلاة الليل؟ قال: (مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى واحدة، فأوترت له ما صلى).

وإنه كان يقول: اجعلوا ‌آخر ‌صلاتكم وترا، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر به.[البخاري]

فإذا خاف المسلم ألا يقوم من الليل فالأولى له أن يصلي الوتر قبل نومه، فعن ‌جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من خاف أن لا ‌يقوم ‌من ‌آخر ‌الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل)[مسلم]

فإذا قام من آخر الليل لصلاة التهجد وكان قد صلى الوتر في أول الليل فلا يوتر مرة ثانية.

عن قيس بن طلق، قال: زارنا طلق بن علي في يوم من رمضان، وأمسى عندنا، وأفطر، ثم قام بنا الليلة، وأوتر بنا، ثم انحدر إلى مسجده، فصلى بأصحابه، حتى إذا بقي الوتر قدم رجلا، فقال: أوتر بأصحابك، فإني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (‌لا ‌وتران ‌في ‌ليلة)[أبو داود]

عدد ركعات صلاة الوتر

أقل صلاة الوتر ركعة واحدة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى واحدة، فأوترت له ما صلى)[البخاري]

وأكثر الوتر كما قال الشافعي ثلاث عشرة ركعة، ويجوز أن يوتر بما بين ذلك من الأعداد الفردية.

صفة صلاة الوتر

إذا صلى المصلي الوتر ركعة واحدة يختمها بالتشهد الأخير ويسلم، أما إذا صلى الوتر ثلاث ركعات فله ثلاث صور:

1 – أن يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يصلي الثالثة منفصلة وحدها ثم يسلم.

2 – أن يصلي الثلاث ركعات متصلة دون أن يفصل بينهن بسلام أو تشهد أوسط.

3 – أن يصلي الثلاث ركعات يجلس بعد الثانية للتشهد الأوسط ثم يقوم للثالثة ثم يسلم بعدها فتكون كهيئة صلاة المغرب.

فضيلة صلاة الوتر

مما ورد في فضيلة صلاة الوتر ما رواه مسلم عن ‌أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لله تسعة وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة، وإن الله ‌وتر ‌يحب ‌الوتر)[مسلم]

ما يقرؤه المصلي في صلاة الوتر

اتفق الفقهاء على أن المصلي لصلاة الوتر يقرأ الفاتحة في كل ركعة وهي ركن فيها، وسورة بعد الفاتحة، وهي سنة عند الجمهور فإن تركها وركع لا يترك الركوع ويعود لأجلها ولا يسجد للسهو بسبب تركها.

القنوت في صلاة الوتر

الدعاء في صلاة الوتر مشروع لكن اختلف الفقهاء في حكمه فمنهم من أوجبه ومنهم قال باستحبابه، واخلتفوا هل يكون بعد الركوع أم بعده.

صلاة الوتر في جماعة

نص الشافعية والحنابلة على أنه لا يسن أن يصلي الوتر في جماعة لكن يجوز إذا صلى التراويح في جماعة والوتر عقبها صلاه في جماعة تبعا للتراويح، وهكذا صرح الحنفية بأنه يندب صلاة الوتر في جماعة في المسجد تبعا لصلاة التراويح.

قضاء صلاة الوتر

من طلع عليه الفجر من غير أن يصلي الوتر فإن الحنفية يقولون أنه يجب عليه قضاء الوتر، ويستحب قضاء الوتر عند الشافعية لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها).

للاطلاع على المزيد:

Exit mobile version