ما هي أركان الإسلام؟ وما تعريف كل ركن؟
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال :قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)[البخاري]
حديث بني الإسلام على خمس
هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين وعليه اعتماده فإنه قد جمع كل أركان الدين.
حكم من ترك ركنا من أركان الإسلام
لا يتم إسلام أحد إلا بالإيمان بهذه الأركان الخمسة، فمن ترك شيئا من هذه الدعائم الخمس جاحدا لوجوبها يخرج عن الإسلام.
أيهما يذكر أولا الحج أم الصيام
الأصح في الحديث تقديم صوم رمضان على الحج، وقد روي هذا الحديث عند البخاري ومسلم بتقديم الحج على صيام رمضان.
وورد عند مسلم في روايات أخرى بتقديم الصيام على الحج، وهذا هو الصواب،
فقد زجر عبد الله بن عمر من يكرر الحديث وراءه حيث قدم الحج على الصيام فأمره أن يقدم الصيام على الحج وقال هكذا سمعته من رسول الله.
تقديم الحج على العمرة
قال ابن حجر في فتح الباري: ”وقع هنا تقديم الحج على الصوم وعليه بنى البخاري ترتيبه، لكن وقع في مسلم من رواية سعد بن عبيدة عن بن عمر بتقديم الصوم على الحج قال:
فقال رجل: والحج وصيام رمضان. فقال ابن عمر: لا صيام رمضان والحج، هكذا سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انتهى
ففي هذا إشعار بأن رواية حنظلة التي في البخاري مروية بالمعنى إما لأنه لم يسمع رد ابن عمر على الرجل لتعدد المجلس، أو حضر ذلك ثم نسيه.
ويبعد ما جوزه بعضهم أن يكون ابن عمر سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- على الوجهين، ونسي أحدهما عند رده على الرجل.
ووجه بعده أن تطرق النسيان إلى الراوي عن الصحابي أولى من تطرقه إلى الصحابي كيف وفي رواية مسلم من طريق حنظلة بتقديم الصوم على الحج.
ولأبي عوانة من وجه آخر عن حنظلة أنه جعل صوم رمضان قبل، فتنويعه دال على أنه روي بالمعنى.
ويؤيده ما وقع عند البخاري في التفسير بتقديم الصيام على الزكاة، أفيقال إن الصحابي سمعه على ثلاثة أوجه هذا مستبعد والله أعلم.
هل الجهاد ليس من الأركان الخمسة
لماذا لم يرد ذكر الجهاد هنا في هذا الحديث على أنه من دعائم الإسلام؟
أجاب العلماء على هذا بأجوبة متعددة منها:
- أن هذا الحديث كان في أول الإسلام قبل أن يفرض الجهاد.
- أن الجهاد فرض على الكفاية، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، أما الدعائم الخمسة المذكورة في الحديث إنما هي فرض عين أي أنها تجب على كل مسلم.
قال أبو عُمر بن عبد البر في التمهيد: قال اللهُ -عزَّ وجلَّ-: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). يعني شبابًا وشُيُوخًا.
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)، فثبتَ فرضُهُ، إلّا أنَّهُ على الكِفايةِ،
لقولِ الله عزَّ وجلَّ: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
وعلى هذا جُمهُورُ العُلماءِ، ودليلُ ذلك قولُهُ – صلى الله عليه وسلم -: (بُني الإسلامُ على خَمسٍ). ليس فيها ذِكرُ الجِهادِ؛ لأنَّها كلَّها مُتَعيِّنةٌ على المرءِ في خاصَّتِهِ.اهـ
وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله تعالى: يعني أن هذه الخمس أساس دين الإسلام وقواعده التي عليها بني وبها يقوم،
وإنما خص هذه بالذكر ولم يذكر معها الجهاد مع أنه يظهر الدين، ويقمع عناد الكافرين؛
لأن هذه الخمس فرض دائم والجهاد من فروض الكفايات وقد يسقط في بعض الأوقات.
أنواع العبادات
العبادات التي فرضها الله على العباد متنوعة، فقد تعبد الله الناس في أبدانهم وأموالهم، فلذلك كانت العبادات إما بدنية كالصلاة والصيام،
أو مالية كالزكاة، أو مركبة من البدنية والمالية كالحج لأنها تحتاج لجهد يبذله الإنسان ببدنه ويحتاج للنفقة.
معنى بني الإسلام على خمس
شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بناء الإسلام بالبيت الذي بني على أعمدة يقوم عليها النبيان، فبدون تلك الأعمدة لا يثبت هذا البناء، هكذا الإسلام بني على خمسة دعائم بدونها لا يكون للإسلام وجود في حياة المسلم.
شهادة أن لا إله إلا الله
بوابة الإسلام هي النطق بالشهادتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله. بأن ينطق الإنسان بهما بلسانه ويؤمن بهما قبل ذلك بقلبه، فإذا فعل ذلك كان مؤمنا عند الله وعند الناس.
ودليل وجوب النطق بالشهادتين قول الله: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وقول الله: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)
إقام الصلاة
الأصل إقامة الصلاة بالتاء، لكن حذفت التاء اتباعا للفظ القرآن حيث حذف القرآن التاء طلبا للازدواج مع لفظ “وإيتاء الزكاة”
وهذا الازدواج يقع كثيرا في كلام العرب كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ارجعن مأزورات غير مأجورات).
والصلاة المفروضة خمس صلوات في اليوم والليلة وهي ركن من أركان الإسلام، ومعنى الصلاة في اللغة الدعاء وفي الشرع هي حركات وسكنات مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية.
إيتاء الزكاة
أي إعطاء الزكاة، وهذه الزكاة التي فرضها الله معناها هي إخراج جزء مقدر من مال مخصوص إلى جهة مخصوصة على جهة التقرب إلى الله.
وقد توعد الله هؤلاء الذين يكنزون المال ولا يخرجون الحق الذي أوجبه الله فيه بالعذاب فقال: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)
الحج لبيت الله الحرام
الحج في لغة العرب معناه القصد، وفي الشرع قصد المسجد الحرام وما حوله لأداء النسك.
وهذه الفريضة أوجبها الله على المستطيع لأدائها في العمر مرة واحدة فقال الله: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
صوم رمضان
الصوم في اللغة معناه الإمساك، وفي الشرع إمساك ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس عن المفطرات الشرعية بنية التقرب إلى الله.
ورمضان هو اسم شهر من الشهور القمرية، وهذا الصيام أوجبه الله شهرا واحدا في العام كله، ودليل وجوبه قول الله:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
للاطلاع على المزيد:
- تعرف على أركان الإسلام التي يجب على المكلف معرفتها
- الزكاة ركن من أركان الإسلام وحكم مانع الزكاة
- تابع أركان الإيمان وأركان الإسلام وتعريف الإحسان