أحكام اللواط والسحاق في الإسلام

اللواط معناه إتيان الرجل الرجل بإيلاج الذكر في الدبر أو إتيان الرجل المرأة بالإيلاج في دبرها وهذا شذوذ عن الفطرة.

الفرق بين اللواط والزنى

يختلف اللواط عن الزنى في أن اللواط يكون بالإيلاج في الدبر، أما الزنى فيكون بالإيلاج في القبل.

حكم اللواط

اتفقت كلمة الفقهاء على حرمة اللواط؛ لأنه من أخبث وأقبح الفواحش المنكرة، وقد ذم الله هذا الفعل وأهله، حيث ذكر الله قوم لوط فقال:

(وَلُوطًا إِذْ قَال لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَال شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ).

وقال الله: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَل أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ).

ملعون من عمل مثل عمل قوم لوط

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لعن الله من غير تخوم الأرض، لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه،

لعن الله من تولى غير مواليه، لعن الله من كمه أعمى عن السبيل، لعن الله من وقع على بهيمة، ‌لعن ‌الله ‌من ‌عمل ‌عمل قوم لوط، ‌لعن ‌الله ‌من ‌عمل ‌عمل قوم لوط) ثلاثا.[أحمد]

انتشار الطاعون والأوجاع

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أقبل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (‌يا ‌معشر ‌المهاجرين ‌خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن:

لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا،

ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين، وشدة المئونة، وجور السلطان عليهم،

ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا،

ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم،

وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم)[ابن ماجه]

اللواط من أقبح الخبائث

إتيان الرجل الرجل من أقبح الخبائث التي حرمها الله على عباده، فقد سماها الله خبائث ووصف فاعلها بالفسق فقال: (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ).

قال ابن حجر الهيتمي: فأعظم خبائثهم إتيان الذكور في أدبارهم بحضرة بعضهم. ومنها أنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم، ويمشون ويجلسون كاشفي عوراتهم …، وكانوا يتحنون ويتزينون كالنساء، وكانوا يفعلون خبائث أخر.

الخلوة بالصبي الأمرد

الصبي الأمرد هو الذي لم تنبت لحيته حرم كثير من العلماء الخلوة به؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما) فأحيانا تكون الفتنة بالمرد أعظم من الفتنة بالنساء.

عقوبة اللواط

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن عقوبة اللائط هي عقوبة الزنى، وذلك بالرجم مائة جلدة لغير المتزوج، والرجم حتى الموت للمتزوج الذي يأتي هذه الفعلة.

فقد وصف الله الزنى بأنه فاحشة، فقال الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً

ووصف الله اللواط بأنه فاحشة، فقال: (وَلُوطًا إِذْ قَال لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ).

وذهب المالكية إلى أن من فعل فعل قوم لوط رجم الفاعل والمفعول به، سواء كانا محصنين أو غير محصنين، لكن بشرط أن يكونا مكلفين، وأما إتيان الرجل زوجته في دبرها لا حد عليه بل يؤدب فقط.

وعند الشافعية يجب باللواط حد الزنا، وأما من وطأ زوجته في دبرها فالمذهب التعزير إن تكرر منه ذلك فإن لم يتكرر منه ذلك فلا تعزير.

وعند الحنابلة حده كحد الزنى ولا فرق بين أن يكون عبده أو أجنبي عنه أو في دبر امراة أجنبية، لكن إذا إذا وطئ زوجته في دبرها فهو محرم لكن لا حد فيه بل يعزر لارتكاب معصية.

ما يثبت به اللواط

يثبت اللواط إما بالإقرار أو بالشهادة ويشترط في عدد الشهود أن يكونوا أربعة رجال كشهود الزنى.

حكم من رمى أحدا باللواط

من رمى رجلا باللواط دون أن يكون معه شهود على ذلك فهذا يعتبر قذفا وعليه حد القذف بأن يجلد ثمانين جلدة.

تعريف السحاق

السحاق والمساحقة معناه أن تفعل المرأة بالمرأة مثل صورة ما يفعله الرجل بالمرأة.

الفرق بين السحاق والزنى

الزنى معناه إيلاج الرجل حشفة أو قدرها في فرج امرأة محرم مشتهى بلا شبهة، وأما السحاق فهو إتيان المرأة المرأة، فالزني والسحاق يتفقان في أن كلا منهما حرام، وأن كلا منهما استمتاع بمحرم، لكن يختلفان من حيث الحقيقة والمحل والأثر.

حكم السحاق

لا خلاف بين الفقهاء في حرمة السحاق، وقد عد ابن حجر الهيتمي السحاق من الكبائر حيث ذكره في الكبيرة الثانية والستون بعد الثلاثمائة.

فهذا الفعل من أقبح الأفعال وأخبثها، وهذا يعتبر نوعا من التعدي على ما حده الله للعباد حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ ‌الْعَادُونَ).

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (‌لا ‌ينظر ‌الرجل ‌إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة. ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد)مسلم

فإذا كان محرما نظر الرجل إلى الرجل أو المرأة إلى المرأة أو لمس كل منهما الآخر فما بالك بالفعل.

هل ينقض السحاق الوضوء؟

ذهب بعض الفقهاء إلى أن السحاق الذي ينقض الوضوء يكون بحدوس تماس بين الفرجين سواء من جهة القبل أو الدبر ولو بلا بلل -وفي هذه الحالة يكون ناقض حكمي- واشترطوا أن يكون تماس الفرجين بشهوة من شخصين مشتهيين.

هل يوجب السحاق الغسل؟

اتفقت كلمة الفقهاء على وجوب الغسل إذا حدث إنزال بالسحاق؛ لأن خروج المني من موجبات الغسل، أما إذا لم يحصل إنزال فلا يجب الغسل.

هل يفسد السحاق الصوم؟

إذا حصل إنزال بالسحاق فإنه يترتب على ذلك إفساد الصوم، ويجب القضاء لهذا اليوم، وليس هناك كفارة، لكن أوجب المالكية الكفارة، أما إذا لم يحصل إنزال فإن الصوم يكون صحيحا.

عقوبة السحاق

ليس هناك حد على المساحقة؛ لأنه ليس بزنى، وإنما يجب التعزير بمعنى أن الحاكم يضع العقوبة المناسبة لهذه الفعلة المنكرة.

هل تنكشف المرأة المسلمة أمام المرأة المساحقة

ذهب العز بن عبد السلام وابن حجر إلى حرمة تكشف المرأة المسلمة أمام المرأة المساحقة؛ لأنها فاسقة ولا يؤمن أن تحكي ما تراه منها أمام الرجال، وذهب غيرهم إلى جواز رؤية المساحقة للمرأة المسلمة؛ لأنها المساحقة فاسقة وليست كافرة.

هل تقبل شهادة المساحقة

لا خلاف بين الفقهاء في أن المرأة المساحقة فاسقة، ولا تقبل شهادة الفاسق؛ لأن الشاهد لابد وأن يكون عدلا.

للاطلاع على المزيد:

Exit mobile version