إذا اجتمعت جنائز كثيرة جاز للإمام أن يصلي عليها مجتمعة مرة واحدة بنية الصلاة على الجميع، وجاز له أن يصلي على كل جنازة على حدة، وإذا دفن الميت قبل الصلاة عليه يجوز الصلاة عليه وهو في قبره.
حكم التعزية
يسن التعزية قبل الدفن وبعده إلى ثلاثة أيام، إلا إذا كان المرء في سفر ورجع منه بعد أكثر من ثلاثة أيام من دفن الميت يجوز له أن يعزي أهل الميت.
رفع الصوت أثناء تشييع الجنازة
يكره عند الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة رفع الصوت بالذكر والتسبيح أثناء تشييع الجنازة؛ لأنه من البدع المنكرات، ولا كراهة في ذلك لو كان هذا الذكر في نفسه سرا بحيث يسمع نفسه.
ويستحب لمن يسير خلف الجنازة أن يشغل نفسه بذكر الله والتفكر فيما يلقاه الميت، ويتجنب ذكر ما لا فائدة فيه من الكلام، عن قيس بن عباد قال: (كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرهون رفع الصوت عند الجنائز)[سنن البيهقي]
تشييع الجنائز للرجال دون النساء
يسن للرجال تشييع الجنائز؛ عن البراء قال: (أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز…)[البخاري]
أما النساء فالأولى لهن ألا يخرجن في الجنازة؛ قالت أم عطية: (نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا [لم يشدد النبي عليهن في النهي])[البخاري].
اتباع الجنائز بنار
اتفق الفقهاء على كراهة اتباع الجنائز بنار وكذلك يحرم مصاحبتها للميت، أوصى أبو موسى الأشعري حين حضره الموت فقال: (لا تتبعوني بمجمر [نار]) قالوا: أوَ سمعت فيه شيئا؟ قال: (نعم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)[ابن ماجه]،
لكن إذا دفن الميت ليلا واحتاجوا إلى ضوء فلا بأس بالإضاءة بالنار للضرورة.
حرمة الجلوس على القبر
يحرم الجلوس على القبر، فلا يجوز وطء القبر بالأقدام وقضاء الحاجة عليه، ويكره النوم عند القبر، ولا يجوز الصلاة إلى القبور لما فيها من التعظيم لغير الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها)[مسلم]، فنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن احتقار القبور وتعظيمها.
حمل الجنازة
أجمع الفقهاء على أن حمل الجنازة فرض على الكفاية، ويجوز أن يستأجر أهل الميت من يحمل الجنازة إلى المقابر، ويستحب الإسراع بالجنازة بدون جري بحيث لا يكثر تحريك الميت وهو على الجنازة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم)[البخاري].
مدة الجلوس عند قبر الميت
يستحب الجلوس عند قبر الميت بقدر ما يذبح شيء من الإبل ويقسم لحمه، قال عمرو بن العاص: (إذا أنا مت فلا تصبحني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي)[مسلم].
الدعاء للميت
يجوز الدعاء للميت؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه قال لأصحابه: (استغفروا لأخيكم)[البخاري].
اللطم وشق الثياب على الميت
لا يجوز الندب ولا النواحة ولا شق الثياب ولا لطم الخدود على الميت، قال النبي: (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)[البخاري].
صنع الطعام لأهل الميت
يسن لأقارب أهل الميت وجيرانه أن يصنعوا الطعام لأهل المتوفى؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أتاه خبر مقتل جعفر قال لأهله: (اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم)[ابن ماجه].
الصدقات والدعاء للميت
يجوز للمرء أن يتصدق ويجعل ثواب الصدقة لغيره من الأموات، عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: (نعم)[البخاري]،
ويجوز الدعاء للميت فإن هذا مما ينفع الميت في قبره، عن عثمان بن عفان قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: (استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل)[أبو داود].
يمكنك الاطلاع على المزيد: