فضل الله بعض الأماكن على بعض، وبعض الأزمنة على بعض، فكان من الأزمنة الفاضلة التي فضلها الله على غيرها أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة.
سنن العشر من ذي الحجة
1 – الاجتهاد في العمل الصالح.
فقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن العمل في الأيام العشر من أفضل الأعمال عند الله، ولا يساوي العمل في هذه الأيام أي عمل آخر في غير هذه الأيام إلا من خرج للجهاد في سبيل الله بنفسه وماله فلم يرجع بشيء.
قال رسول الله:(ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه) قالوا:ولا الجهاد قال:(ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)[البخاري].
2 – يستحب الصيام في هذه الأيام.
روى النسائي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم يوم عاشوراء، وتسعا من ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر أول اثنين من الشهر وخميسين.
3 – الإكثار من قول: لا إله إلا الله.
4 – الإكثار من قول: الله أكبر.
5 – الإكثار من قول: الحمد لله.
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)[أحمد].
6 – الإمساك عن الأخذ من الشعر والأظفار لمن أراد أن يضحي.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا)[مسلم]
عشر ذي الحجة وعشر رمضان
أيها أفضل هل العشر الأول من شهر ذي الحجة أفضل أم العشر الأواخر من شهر رمضان أفضل؟
ما عليه المحققون أن نهار الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة أفضل من نهار العشر الأواخر من شهر رمضان؛ لأن فيها يوم عرفة وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)[مسلم].
وأما ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان فهي أفضل من ليالي العشر الأول من شهر ذي الحجة؛ لأن فيها ليلة القدر وهي ليلة خير ألف شهر قال الله عنها: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر).