ماذا تفعل لإحياء ليلة النصف من شعبان؟

الليلة هي موعد ليلة النصف من شعبان 2024، والتي يترقبها جموع المسلمين بمختلف أنحاء العالم، لما لها من فضل ومكانة عظيمة، فيما حثت دار الإفتاء المصرية على إحياء ليلة النصف من شعبان، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنَيْل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.

موعد ليلة النصف من شعبان

تبدأ ليلة النصف من شعبان 2024 بعد مغيب شمس يوم السبت 24 فبراير 2024، وتستمر حتى فجر يوم الأحد، 25 من ذات الشهر، وهجريا، توافق هذه الليلة مساء يوم 14 شعبان 1445، وتمتد إلى صباح يوم 15 شعبان 1445.

فضل ليلة النصف من شعبان

من الأحاديث التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تبين فضل ليلة النصف من شعبان ما رواه ابن ماجه في سننه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله ليطلع في ‌ليلة ‌النصف ‌من ‌شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)

ما هي أفضل الأعمال في ليلة 15 شعبان؟

أجمع علماء الفقه على فضل ليلة النصف من شعبان المباركة؛ لما لها من الفضل، وزاد اعتناؤهم بها حتى أفردوا في فضلها وإحيائها وبيان خصائصها بأجزاء حديثية ورسائل؛ منها: «ليلة النصف من شعبان وفضلها» للحافظ ابن الدبيثي صاحب «الذيل على تاريخ بغداد» [ت: 637هـ]، و«الإيضاح والبيان لما جاء في ليلتي الرغائب والنصف من شعبان» للإمام ابن حجر الهيتمي [ت: 974هـ]، و«التبيان في بيان ما في النصف من شعبان» للملا على القاري [ت: 1014هـ]، و«فضائل ليلة النصف من شهر شعبان» للعلامة سالم السنهوري [ت: 1015هـ].

ورسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان «للعلامة محمد حسنين مخلوف [ت: 1355هـ]، و«حسن البيان في ليلة النصف من شعبان»، للعلامة عبدالله بن الصديق الغماري [ت: 1413هـ]، وليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي «للإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم [ت: 1419هـ]، وغيرها.

ماذا الذي يجب أن تفعله في ليلة النصف من شعبان؟

ويتبين من كلام العلماء أن هذه الليلة وإن كان يُندب إحياؤها، إلا أنه لا توجد صفة محددة لإحيائها؛ لأن النصوص الخاصة بإحيائها قد جاءت مطلقة غير مقيدة بدعاء دون دعاء، ولا بحال دون حال، ولا بوقت دون وقت، فلا يجوز تقييدها وقصرها على بعض الأدعية دون بعض، أو بعض الأحوال دون بعض، أو بعض الأوقات دون بعض، إلا بدليل خاص؛ والقاعدة المقررة في علم الأصول: «أن المطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده».

وقال الإمام الزركشي في «البحر المحيط» (5/ 8، ط. دار الكتبي): [الخطاب إذا ورد مطلقًا لا مُقَيِّد له حُمِل على إطلاقه] اهـ، ولكن يتم إحياؤها بأنواع العبادات التي يجد فيها الإنسان راحته القلبية وطمأنينته النفسية.

هل دعاء ليلة النصف من شعبان مستجاب؟

يعد دعاء ليلة النصف من شعبان أحد أبرز الأمور المستحبة في تلك الليلة المباركة، حيث قال الإمام الشافعي في «الأم» (1/ 264، ط. دار المعرفة)، عن فضل ليلة النصف من شعبان [بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليالٍ: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان] ا.هـ.

هل هناك دعاء خاص بليلة النصف من شعبان؟

وذكرت الإفتاء أن ترديد وتلاوة دعاء ليلة النصف من شعبان وتخصيصها به، أمرٌ حسنٌ لا حرج فيه ولا منع؛ فذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. رواه الترمذي.

دعاء ليلة 15 من شعبان

من صيغة دعاء ليلة النصف من شعبان:

اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾.

إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ولفتت الإفتاء إلى أن أصل الألفاظ المستعملة في هذا الدعاء وارد عن بعض الصحابة والسلف؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال وهو يطوف بالبيت: «اللهم إن كنت كتبت على شقاوة أو ذنبًا فامحه؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة».

اقرأ المزيد: فضائل شهر شعبان ورفع الأعمال فيه

Exit mobile version