قصة نبي الله إدريس وذكر مكان ولادته ودعوته لقومه
إدريس -عليه السلام- كان نبيا من أنبياء الله وقد ورد ذكره باسمه ونبوته في القرآن، فقال الله: (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا)
إدريس أول نبي بعد آدم وشيث
يقول الإمام ابن كثير: كان -إدريس- أول بني آدم أعطي النبوة بعد آدم وشيث -عليهما السلام-.
وذكر ابن إسحاق أن إدريس هو أول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم ثلثمائة سنة وثمان سنين. وذكر البخاري فقال: يذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس.
وذكر أنه جد لوالد نوح ويقال أنه جد لنوح -عليه السلام-.
وفي البخاري أن رسول الله رآه في رحلة الإسراء والمعراج، قال أنس: فلما مر جبريل بإدريس قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس.
مكان ولادة نبي الله إدريس
اختلف كتاب التاريخ في مولد نبي الله إدريس فقيل: بمصر ومولده بمنف، وقيل: ببابل وأنه أخذ أول عمره بعلم شيث بن آدم ثم هاجر بعد ذلك لمصر
دعوة نبي الله إدريس بني آدم
قال الشهرستاني: لما كبر إدريس آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث فأطاعه أقلهم وخالفه أكثرهم، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم،
فقالوا له: وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل. وبابل بالسريانية النهر. وكأنهم عنوا بذلك دجلة والفرات. فقال: إذا هاجرنا لله رزقنا غيره فخرج وخرجوا وساروا إلى أن وافوا هذا الإقليم … فرأوا النيل ورأوه واديا خاليا من ساكن فوقف على النيل وسبح لله … وهذا الوادي يسمونه إقليم مصر نسبة إلى مصر بن حام النازل به بعد الطوفان.
علم إدريس عليه السلام وعمله
نبي الله إدريس -عليه السلام- هو أول من خط بالقلم، ونظر في النجوم والحساب وأول من خاط الثياب وكانوا قبله يلبسون الجلود.
روي أن إدريس هو أول من اتخذ الموازين والمكاييل والسلاح وقاتل الكفرة.
وقال الله عن إدريس: (ورفعناه مكانا عليا) المراد برفعه مكانا عليا هو ما أعطاه الله من شرف النبوة، وقيل: إنه رفع إلى الجنة إلى السماء الرابعة، وإدريس يقال اسمه أخنوخ، وسمي بإدريس لكثرة ما يدرس كتب الله وسنن الإسلام، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة
أقام إدريس بمصر يدعوا الناس إلى الإيمان بالله وكان الناس في زمنه يتكلمون باثنين وسبعين لغة فعلمه الله لغاتهم ليدعوهم إلى الإيمان.
موت إدريس عليه السلام
مما ورد في خبر موته أنه رفع حيا إلى السماء ثم قبض الله روحه هناك وهذا مما ورد في تفسير قول الله تعالى: (ورفعناه مكانا عليا).
وكان عدد من استجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوه، فلما رفعه الله اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث إلى زمن نوح -عليه السلام-، ورفعه الله وهو ابن ثلاثمائة وخمس وستين سنة.