مكانة المسجد الأقصى في القرآن
ورد ذكر المسجد الأقصى الذي بفلسطين في القرآن الكريم في أكثر من موضع ووصف الله بلاد الشام بأنها أرض مباركة، وبلاد الشام تشمل: سوريا والأردن ولبنان وفلسطين التي بها القدس.
المسجد الأقصى في القرآن
ذكر الله المسجد الأقصى الذي بفلسطين التي هي من بلاد الشام فقال: (سُبۡحَٰانَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ).
والآية تشير إلى مسرى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج عندما أسري بالنبي من المسجد الحرام الذي كان بمكة إلى المسجد الأقصى الذي بفلسطين.
وجاء وصف المسجد الذي بمكة بالحرام لأنه يحرم فيه القتل أو الصيد أو قطع شجرة بل يجب على داخله أن يأمن كل شيء من حوله حتى الشجرة لا يقطعها.
وجاء وصف المسجد الذي بفلسطين بالأقصى لبعده في المسافة عن المسجد الذي بمكة لأن الراكب كان يضرب إليه أكباد الإبل شهرا أو يزيد.
البركات حول المسجد الأقصى
قال الله: (مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ) أي جعل الله البركة حول المسجد الأقصى وهي بركات دينية ودنيوية.
فمن البركات الدنيوية التي جعلها الله حول المسجد الأقصى الذي بفلسطين أنه كان موضعا لكثير من أنبياء الله من بني إسرائيل فكان فيه نبي الله إبراهيم وكان به ميلاد إسحاق ثم يعقوب ويوسف وداود وسليمان وزكريا ويحيى عيسى.
ومن البركات الدنيوية التي حول المسجد الأقصى كثرة الزروع والأنهار والأشجار والثمار.
ورد في التفسير الوسيط: ” قال بعض العلماء: وقد قيل في خصائص المسجد الأقصى: أنه متعبد الأنبياء السابقين، ومسرى خاتم النبيين، ومعراجه إلى السموات العلا..
وأولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، لا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه ”
أرض فلسطين أرض مباركة
لقد وصف الله أرض فلسطين التي بها المسجد الأقصى في أكثر من موضع بالأرض المباركة،
فلما عدد الله نعمه على نبيه إبراهيم ولوط قال: (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)
والضمير في نجيناه يعود على نبي الله إبراهيم ولوط ابن أخيه، ومعنى نجيناه إلى أي أخرجناه، والمعنى: أن الله أخرج نبيه إبراهيم ولوط من أرض العراق إلى تلك الأرض المباركة وهي فلسطين من بلاد الشام.
ووصفها الله بأنها مباركة لأن الله جعلها مهبطا لرسالات الأنبياء فترة طويلة من الزمان وجعلها موضعا للخيرات الحسية من وفرة أشجارها وزروعها وثمارها وأنهارها.
وصف بلاد الشام في زمن سليمان
قال الله عن سليمان: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ)
والمعنى أن الله سخر لسليمان الريح شديدة لا يعوقها عائق تطيعه وتنقاد لأمره إلى الأرض التي بارك الله فيها وهي أرض الشام التي جعل الله فيها البركة فهي مكان للأرض الخصبة والماء الوفير وهي مهبط لرسالات الأنبياء والرسل.
المسجد الأقصى أولى القبلتين
قال الله: (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها، قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
وصف الله هؤلاء السفهاء وهم ضعاف العقول الذين لا يهتدون إلى سبيل أنهم سيقولون على سبيل الإنكار عندما تتحول القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ما الذي صرفهم عن القبلة التي كانوا عليها.
ونقل صاحب التفسير الوسيط عن صاحب الكشاف قوله: “فإن قلت، أى فائدة في الإخبار بقولهم قبل وقوعه؟ قلت: فائدته أن مفاجأة المكروه أشد، والعلم به قبل وقوعه أبعد من الاضطراب إذا وقع، لما يتقدمه من توطين النفس، وأن الجواب العتيد قبل الحاجة إليه أقطع للخصم وأرد لشغبه”
وهؤلاء السفها هم اليهود الذين لما صلى لرسول الله لقبلتهم لم ينفعهم ذلك ولم يهتدوا ولما صلى لقبلة أبيه وأبيهم إبراهيم لم يؤمنوا أيضا وإنما قالوا لما تحول: لو كانت قبلته الأولى حقا لما تحول عنها، ويكون قد تحول من حق إلى باطل.
ولو كانت قبلته الثانية حقا لكان على باطل قبل ذلك.
والحقيقة كلاهما حق وكلاهما بأمر الله وهم يعلمون ذلك ولكنهم ينكرون الحق بعد وضوحه وبيانه، وقد أخبر الله عنهم أنهم يعلمون أنه الحق من الله فقال الله:
(قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ).
للاطلاع على المزيد:
- قصة معجزة الإسراء والمعراج والدليل عليها
- تفسير أول سورة الإسراء قصة الإسراء والمعراج
- تاريخ فلسطين ومكانتها في الإسلام