من الصلوات المسنونة صلاة الفتح عند النصر على الأعداء وهي ثمان ركعات متواصلات لا يفصل بينهن ولا تصلى في جماعة ولا يجهر المصلي بالقراءة فيها.
النبي صلى صلاة الفتح
ذكر السهيلي في الروض الأنف: صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت أم هانئ وهي صلاة الفتح تعرف بذلك عند أهل العلم وكان الأمراء يصلونها إذا افتتحوا بلدا.
قال الطبري: صلى سعد بن أبي وقاص، حين افتتح المدائن، ودخل إيوان كسرى، قال فصلى فيه صلاة الفتح. قال: وهي ثماني ركعات لا يفصل بينها ولا تصلى بإمام.
فبين الطبري سنة هذه الصلاة وصفتها، ومن سنتها أيضا أن لا يجهر فيها بالقراءة.
حديث أم هانئ
روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله: أن أبا مرة، مولى أم هانئ بنت أبي طالب، أخبره: أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول:
ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلمت عليه، فقال: (من هذه).
فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال: (مرحبا بأم هانئ).
فلما فرغ من غسله. قام فصلى ثاني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف، قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي، أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة،
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ). قالت أم هانئ: وذاك ضحى.
قال القاضي عياض: وتأولوا حديث أم هانئ أنها صلاة الفتح، وأنها من السنن ثمانى ركعات، وقد صلاها خالد بن الوليد. إكمال المعلم
قول ابن تيمية في صلاة الفتح
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: “لكن صلاته ثماني ركعات يوم الفتح جعلها بعض العلماء صلاة الضحى.
وقال آخرون: لم يصلها إلا يوم الفتح فعلم أنه صلاها لأجل الفتح وكانوا يستحبون عند فتح مدينة أن يصلي الإمام ثماني ركعات شكرا لله ويسمونها صلاة الفتح
قالوا: لأن الاتباع يعتبر فيه القصد والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقصد الصلاة لأجل الوقت ولو قصد ذلك لصلى كل يوم أو غالب الأيام كما كان يصلي ركعتي الفجر كل يوم
وكذلك كان يصلي بعد الظهر ركعتين وقبلها ركعتين أو أربعا ولما فاتته الركعتان بعد الظهر قضاهما بعد العصر
وهو صلى الله عليه وسلم لما نام هو وأصحابه عن صلاة الفجر في غزوة خيبر فصلوا بعد طلوع الشمس ركعتين ثم ركعتين لم يقل أحد إن هذه الصلاة في هذا الوقت سنة دائما؛
لأنهم إنما صلوها قضاء لكونهم ناموا عن الصلاة ولما فاتته العصر في بعض أيام الخندق فصلاها بعدما غربت الشمس.
وروي أن الظهر فاتته أيضا فصلى الظهر ثم العصر ثم المغرب لم يقل أحد إنه يستحب أن يصلى بين العشاءين إحدى عشرة ركعة لأن ذلك كان قضاء بل ولا نقل عنه أحد أنه خص ما بين العشاءين بصلاة. انتهى
خالد بن الوليد صلي صلاة الفتح
عن الشعبي، قال: لما فتح خالد الحيرة صلى صلاة الفتح ثماني ركعات لا يسلم فيهن، ثم انصرف، وقال: لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعه أسياف، وما لقيت قوما كقوم لقيتهم من أهل فارس، وما لقيت من أهل فارس قوما كأهل أليس!. تاريخ الطبري
سعد بن أبي وقاص يصلي صلاة الفتح
لما دخل سعد المدائن فرأى خلوتها، وانتهى إلى إيوان كسرى، أقبل يقرأ: (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين)
وصلى فيه صلاة الفتح -ولا تصلى جماعة- فصلى ثماني ركعات لا يفصل بينهن، واتخذه مسجدا، وفيه تماثيل الجص رجال وخيل، ولم يمتنع ولا المسلمون لذلك، وتركوها على حالها قالوا:
وأتم سعد الصلاة يوم دخلها، وذلك أنه أراد المقام فيها وكانت أول جمعة بالعراق جمعت جماعة بالمدائن، في صفر سنة ست عشرة. تاريخ الطبري
للاطلاع على المزيد: