من المعاني التي دلت عليها أسماء الله الحسنى أن الله هو المتفرد بالملك وهو الذي أحاط بسمعه وبصره كل شيء وهو العالم بدقائق الأمور.
معنى اسم الله الملك
المالك: هو المنفرد بملكية الملك والملكوت، فالله هو المالك لكل شيء في عالم الغيب وعالم الشهادة فهو المالك على الدوام أزلا وأبدا.
فالله هو الذي كان ملكه عن استحقاق فهو الذي صنع الشيء وأوجده من العدم وتكفل به فلم يكن له مساعد ولا معاون.
قال الله: (وَلِلهِ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المُبْطِلُونَ)
وقال الله: (فَسُبْحَانَ الذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ أَخْنَع اسْمٍ عِنْدَ اللّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ،… لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللّهُ -عَزَّ وَجَل-)مسلم
معنى اسم الله السميع
السميع: فهو الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها.
يسمع سرها وعلنها لا تختلف ولا تختلط عليه الأصوات ولا تخفى عليه جميع اللغات، القريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء.
وكثيرا ما يقرن الله بين السميع والبصير؛ لأن كلا من السمع والبصر محيط بجميع الأشياء الظاهرة والباطنة.
قال الله: (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)
وقال الله: (قُل أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لا يَمْلِكُ لكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ).
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فكنا إذا علونا كبرنا.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا بصيرا).
ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: (يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة).
أو قال: (ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله)البخاري
معنى اسم الله البصير
البصير: فهو الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات لا يخفى عليه شيء فيرى النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء
وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة وسريان القوت في أعضائها الدقيقة وسريان الماء في أغصان الأشجار، ويرى ما هو أصغر من ذلك مما لم نره ولم نعرف عنه شيئا.
قال الله: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقال الله: (ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ).
وفي حديث عُمَر بْن الخَطَّابِ حيث قَال جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (فأخبرني عَنِ الإِحْسَان؟ قَال: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)البخاري
معنى اسم الله الخبير
الخبير: هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا تتحرك حركة إلا وهو يعلم مستقرها ومستودعها.
فهو العالم بدقائق الأشياء وحقائقها، فالله يعلم الأشياء قبل الإخبار عنها وبعد الإخبار عنها.
وهذا ترغيب للمؤمنين لأنهم إذا علموا أن الله لا يخفى عليه أمرهم زادوا من فعل الخيرات، وترهيب للعصاة بألا يتمادوا فيما هم فيه لأن الله لا يخفى عليه أمرهم.
قال الله: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ)، وعَنْ عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: (لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الخَبِيرُ)مسلم
للاطلاع على المزيد: