ما يقع للإنسان من الرؤى والأحلام ليس من العلوم اليقينية التي يعتمد عليها أحدنا وإنما هي أمور ظنية قد يختلط فيها ما هو من الشيطان بما هو من الملك.
تعبير الرؤيا
التعبير معناه العبور من ظاهر الشيء لباطنه، وهو النظر في الشيء واعتبار بعضه ببعض حتى يحصل للإنسان فهم المراد، ولفظة التعبير خاص بالرؤيا فنقول تعبير الرؤى وليس تعبير الأحلام.
أقسام الرؤيا
تنقسم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام:
الرؤيا الصالحة
وهي الرؤيا الحسنة التي تسر نفس صاحبها، وهذه بشرى من الله لعباده، ففيها إخبار صادق من الله.
وقد تكون فيها عناية بالعبد أو إنذار من الله للإنسان لئلا يفاجأ بما سيحدث له وليكون على حذر واستعداد.
رؤيا تهويل من الشيطان
وهي الرؤيا التي يكثر فيها تهاويل من الشيطان من أجل أن يدخل الحزن والهم على ابن آدم، وليس لها حقيقة في واقع الأمر، فعلى المسلم ألا يستجيب لتهاويل الشيطان.
عن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه! فزجره النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام)مسلم
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حلم أحدكم فلا يخبر أحدا بتلعب الشيطان به في المنام)[مسلم]
ويستفاد من هذا الحديث منع أن يخبر الإنسان بما يراه في منامه مما يكرهه مما يظن أنه من الشيطان، فقد علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ما رآه الأعرابي إنما هو من الشيطان.
رؤيا من حديث النفس
هناك رؤيا يراها الإنسان في نومه لكنها تكون من حديث نفسه مما يعمله وينشغل به في يقظته من الأعمال والعلوم، فيعمل عقله الباطن أثناء نومه ويجعله يرى ما انشغل به قبل نومه في صورة رؤى منامية.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه)[مسلم]
الفرق بين الرؤيا والحلم
الرؤيا تطلق ويراد بها ما يغلب عليه الصدق، وهذه تكون من الله، وأما الحلم فيغلب عليه الكذب ويكون من الشيطان.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات، ويتعوذ من شرها، فإنها لا تضره).
وقال أبو سلمة: وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل، فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها.[البخاري]
فمن الآداب التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بها أننا إذا رأينا شيئا نكرهه أن ننفث عن يسارنا وهو البصاق بغير ريق من باب الاحتقار والاستقذار للشيطان.
وأن يستعيذ بالله من شر هذا الحلم، فإنه إن فعل ذلك لا يضره شيء، وأبو سلمة -رضي الله عنه- يبين أنه كان يرى من منامه الشيء الثقيل على نفسه أكثر من الجبل لكنه لما سمع هذا القول من رسول الله وحصن نفسه بما أمر به النبي صار لا يبالي بما يرى في منامه.
آداب الحلم المخيف
هناك آداب أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من يرى حلم مخيفا منها:
1 – ينفث عن شماله ثلاث مرات ببصاق ليس به ريق من باب الاحتقار للشيطان.
2 – التعوذ بالله من شر ما رآه في منامه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات، ويتعوذ من شرها، فإنها لا تضره)[البخاري]
3 – من راى ما يكرهه في نومه يستحب له أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)[مسلم]
4 – من رأى شيئا يكرهه في منامه أن يقوم بعد أن يستيقظ فيتوضأ ويصلي.
5 – ألا يحدث الناس بهذا الحلم الذي رآه حتى لا يستقر في نفسه فيؤثر سلبا على حياته، وإنما يطلب منه أن ينسى ما رآه حتى لا يدخل عله الهموم والغموم.
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس)[مسلم]
آداب الرؤيا الصالحة
من رأى رؤيا يحبها فيستحب له أن يحمد الله على تلك النعمة؛ لأنها نوع من البشرى من الله له.
وأن يحدث بها أحبابه من الناس من باب التحدث بنعمة الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنها من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها)[البخاري]
والمعنى أن يحدث بها من يحب من الناس لأن المحب لا يسوؤه رؤية صديقه في سرور ونعمة، بل يكون مسرورا بسروره، وأما إذا أخبر بها من لا يحبه من الناس لم يأمن أن يتأولها له بالشر.
يمكنك الاطلاع على المزيد: