ما يستحب عمله يوم الجمعة قبل الذهاب للخطبة

هناك أعمال يستحب للمسلم عملها قبل الذهاب لسماع خطبة صلاة الجمعة منها كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الصلاة على النبي في يوم الجمعة

من الأعمال التي يستحب للمسلم الإكثار منها الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن هذه الصلوات تعرض عليه -صلى الله عليه وسلم- فمن حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء قادر على جعل النبي يسمع الصلاة عليه.

عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ)

قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ، يَقُولُونَ: بَلِيتَ، فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ)[أبو داود]

الصدقة قبل صلاة الجمعة

يستحب للمسلم أن يتصدق قبل حضور الصلاة الجمعة، قال ابن القيم: ” كان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز أو غيره فيتصدق به في طريقه سرًا، وسمعته يقول:

إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة “زاد المعاد في هدي خير العباد

الغسل ليوم الجمعة

الغسل ليوم الجمعة مستحب، فقد ورد في بعض الأحاديث ما يفيد وجوب الغسل وبعضها يفيد الاستحباب،

وما ورد بلفظ الوجوب ليس المقصود منه الواجب الذي تبطل الصلاة بدونه وإنما المراد منه تأكيد الاستحباب.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ)البخاري

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)[البخاري]

وعَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَهُوَ أَفْضَلُ)[أبو داود]

قال أبو عبد الله المازري المالكي: “من الفقهاء من أخذ بظاهر هذا ورأى أن غسل الجمعة يجب، وأكثر الفقهاء على أنه لا يجب تعلقا … بقوله صلى الله عليه وسلم …: (فَبِهَا ونِعْمَتْ) يفيد جواز الاقتصار على الوضوء، ولو كان ممنوعًا من الاقتصار عليه لم يقل: (فَبِهَا ونعمت).

وأيضاً فإنه قال: (ومن اغتسل فالغسل أفضل)فدل على أن في الوضوء فضلًا حتى تصح المبالغة .

واعتمدوا أيضاً على قول عمر -رضي الله عنه- على المنبر للداخل عليه لما قال له: ” مَا زِدْتُ عَلَى أنْ تَوَضَّأتُ فقَالَ عمر: الوضوءَ أيْضًا ” ولم يأمره بالغسل”[المعلم بفوائد مسلم]

موقف عمر مع عثمان يوم الجمعة

عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ فِي الخُطْبَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَادَاهُ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ ؟ قَالَ:

إِنِّي شُغِلْتُ، فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ، فَلَمْ أَزِدْ أَنْ تَوَضَّأْتُ، فَقَالَ: وَالوُضُوءُ أَيْضًا، وَقَدْ عَلِمْتَ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ)[البخاري]

قال ابن بطال: ” ذكرت عائشة، وابن عباس أن الناس كانوا عمال أنفسهم يروحون بهيئتهم، فيؤذي بعضهم بعضًا بالروائح الكريهة، فقيل لهم: (لو اغتسلتم)،

فدل أن الأمر كان من رسول الله بالغسل لم يكن للوجوب عليهم، وإنما كان لعلةٍ، ثم ذهبت تلك العلة، فذهب الغسل.

ولولا ذلك لما تركه عثمان، ولا سكت عمر أن يأمره بالرجوع حتى يغتسل، وذلك بحضرة أصحاب النبي -عليه السلام- الذين سمعوا ذلك من النبي كما سمعه عمر وعلموا معناه الذي أراده فلم ينكروا عليه من ذلك شيئًا، ولم يأمروا بخلافه، ففي هذا إجماع منهم على نفي وجوب الغسل .

قال الطبري: ودل ذلك أن أمره عليه السلام بالغسل كان على وجه الندب والإرشاد “[شرح البخاري لابن بطال]

 

سبب الأمر بالغسل للجمعة

هناك أحاديث وردت تبين سبب أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالغسل ليوم الجمعة وهو أن هناك بعض من الصحابة كانوا يأتون من عوالي المدينة فيصيبهم العرق والتراب فتتغير رائحتهم فيؤذون الناس برائحتهم في الصلاة فحثهم على الله الغسل من أجل ذلك.

قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: ” كَانَ النَّاسُ مَهَنَةَ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانُوا إِذَا رَاحُوا إِلَى الجُمُعَةِ، رَاحُوا فِي هَيْئَتِهِمْ فَقِيلَ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُمْ “[البخاري]

قال ابن الأثير: “(لو اغتسلتم) من ألطف الخطاب وأجمله، وذلك أنه أورده في معرض التعريض لا الأمر والحكم، وذلك أدعى إلى ميل النفوس وأسرعهم إلى قبوله”[الشافي في شرح مسند الشافعي]

وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَالعَوَالِيِّ، فَيَأْتُونَ فِي الغُبَارِ، يُصِيبُهُمُ الغُبَارُ وَالعَرَقُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ العَرَقُ،

فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنْسَانٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا)]البخاري]

قال القاضي عياض: “(لو اغتسلتم يوم الجمعة)و(لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا)هذا كله يدل على الحضِّ والترغيب لا على الوجوب “[إكمال المعلم بفوائد مسلم]

التطيب والسواك ليوم الجمعة

مما يستحب للمسلم القيام به قبل الذهاب لصلاة الجمعة وسماع الخطبة، أن يتطيب بأحسن ما عنده من الطيب، وأن يستاك ليزيل ما في فمه من الروائح الكريهة.

عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ،

ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى)[البخاري]

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ،

ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا)

قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: (وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ زِيَادَةٌ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)[أحمد]

تخصيص ثوب ليوم الجمعة

يستحب للمسلم أن يخصص ثوبا جديدا ليوم الجمعة فهو يوم عيد من أعياد المسلمين، والأليق بيوم العيد أن يخصص المسلم له ثوبا جديدا.

قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ أَوْ مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدْتُمْ أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ)[أبو داود]

الثياب البيض يوم الجمعة

اللون الأبيض هو أفضل الألوان لذلك كان الثوب الأبيض من أفضل الثياب، وقد لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- غير اللون الأبيض كثيرا لبيان جواز ذلك.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ: يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ)أبو داود

المشي لصلاة الجمعة

يستحب المشي لصلاة الجمعة على الأقدام فهذا مما يرفع الله به الدرجات، عن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ: أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الجُمُعَةِ فَقَالَ:

سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)[البخاري]

حضور الخطبة لبالغين

يجب على كل من بلغ من الرجال حضور الخطبة وصلاة الجمعة، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)[النسائي]

للاطلاع على المزيد:

Exit mobile version