عثمان بن عفان هو ثالث الخلفاء الرشيدين، وعلي بن أبي طالب هو رابع الخلفاء الراشدين وهما أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر.
بشارة النبي لعثمان بن عفان بالجنة
بشر رسول الله أبا بكر وعمر بالجنة لكن لما بشر عثمان بن عفان بالجنة أخبر أنه يصيبه بلاء قبل موته وهو ما كان من أمر الثوار الذين أحاطوا بداره وما كان من أمر قتله، وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
عن أبي موسى -رضي الله عنه-: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر،
ثم جاء آخر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة ثم قال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه فإذا عثمان بن عفان.[البخاري]
تفضيل الصحابة لعثمان بن عفان
كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرفون قدر ومكانة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فكانوا لا يفضلون عليه أحدا، ولا يقدمونه على أبي بكر وعمر.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (كنا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نفاضل بينهم)[البخاري]
حياء عثمان بن عفان
كان من الأخلاق التي تميز به عثمان بن عثمان خلق الحياء، فكان شديد الحياء حتى إن الملائكة كانت تستحيي منه.
عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مضطجعا في بيتي، كاشفا عن فخذيه. أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر فأذن له. وهو على تلك الحال. فتحدث.
ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسوى ثيابه فدخل فتحدث.
فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)[البخاري]
منزلة علي بن أبي طالب من النبي
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي)[مسلم]
تمسك بهذا الحديث الروافض الذين كفروا الصحابة الذين قدموا غير علي للخلافة؛ لأنه كان أحق بها، ثم زاد بعضهم وكفر عليا؛ لأنه فرط في الحق الذي كان يجب أن يدافع عنه.
قال القاضي: ولا شك في كفر من قال هذا؛ لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول فقد أبطل نقل الشريعة، وهدم الإسلام.
وأما من عدا هؤلاء الغلاة فإنهم لا يسلكون هذا المسلك، فأما الإمامية وبعض المعتزلة فيقولون: هم مخطئون في تقديم غيره، لا كفار.
وبعض المعتزلة لا يقول بالتخطئة لجواز تقديم المفضول عندهم، وهذا الحديث لا حجة فيه لأحد منهم. بل فيه إثبات فضيلة لعلي، ولا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله. وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما قال هذا لعلي، حينما استخلفه في المدينة في غزوة تبوك.[تحقيق عبد الباق يعلى صحيح مسلم]
محبة علي بن أبي طالب لله ورسوله
لقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إعطائه الراية لرجل يحب الله ورسوله حتى تمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو هذا الرجل، فكان علي بن أبي طالب.
عن سلمة قال: (كان علي قد تخلف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج علي فلحق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها،
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففتح الله عليه)[البخاري]
أبو تراب كنية علي بن أبي طالب
عن سهل بن سعد قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشتم عليا.
قال فأبى سهل فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها.
فقال له: أخبرنا عن قصته، لم سمي أبا التراب؟ قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيت فاطمة، فلم يجد عليا في البيت. فقال: (أين ابن عمك؟)
فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج، فلم يقل عندي. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإنسان: (انظر أين هو؟) فجاء فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقد.
فجاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب. فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسحه عنه ويقول: (قم أبا التراب! قم أبا التراب!)[مسلم]
المزيد: