تعرف على معنى الأجل، وهل المقتول مات بأجله؟
الآجال يعبر بها عن الأوقات، وأجل الحياة وقتها، وكلك أجل الوفاة وقتها، فما من كائن إلا وحدد الله موعد انتهاء مدته في الدنيا.
معنى الأجل
الأجل عبارة عن الوقت الذي علم الله فيه نهاية حياة كل مخلوق، فليس هناك شيء إلا وله أجل محدد سواء كان إنسانا أو حيوانا أو جان أو غير ذلك، فهو الوقت المحدد لانقضاء المدة.
الله حدد الآجال
قال الله: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ).
فكل أمة وهي الجيل من الناس لها أجل محدد لا يقع فيه تقديم ولا تأخير، لا بساعة ولا بأقل من ساعة.
والساعة هنا ليست هي الساعة المعهودة لدينا والتي تتكون من ستين ثانية وإنما المراد بها مدة من الزمن، ووقع التعبير بها لأنها أقل أسماء الأوقات.
فإذا انتهت مدتهم لا يتأخرون ساعة عن موعدهم ولا يتقدمون عن موعدهم، فإن الآجال محددة وموافاتها في حينها محتومة.
معنى : (وما يعمر من معمر)
معنى قول الله: (وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ).
أي وما يطول عمر أحد من الناس حتى يصير معمرا، ولا ينقص من عمر أحد آخر عن أعمار أمثاله من الناس إلا وكل هذا مكتوب عند الله في كتاب.
فحدد لفلان من الناس أن يعيش مائة عام، وحدد لآخر أن يعيش خمسين عاما، فكل ذلك محدد ومقدر عند الله.
وليس المقصود أن الزيادة والنقصان في حق واحد من الناس.
معنى قول الله: قضى أجل وأجل مسمى
قال الله: (ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلٗاۖ وَأَجَلٞ مُّسَمًّى عِندَهُۥۖ ثُمَّ أَنتُمۡ تَمۡتَرُونَ).
أجل الإنسان هو الوقت المحدد لانتهاء عمره، وحدد الله أجلا أي حدد وقت موت كل واحد بوقت محدد.
فقدر الله أجلين أجل البداية وأجل النهاية لكل شيء في هذه الدنيا، ثم أنتم أيها المشركون تشكون في الحق وتجادلون فيه.
أو أن المراد بالأجلين أجل تنتهي عنده حياتهم وأجل آخر يمتد من وقت موتهم إلى أن يبعثهم الله من قبورهم عند انتهاء عمر الدنيا ليحاسبهم الله على أعمالهم.
وقيل: المراد بالأجل الأول هو آجال المضين، والأجل الثاني هو آجال الحاضرين.
هل المقتول مات في موعده؟
كل من يقتل فقد مات بأجله، ومعنى ذلك أن الله قد علم في الأزل أن فلانا سيكون موته بالقتل على يد فلان، فكان القتل واقعا في الوقت الذي حدده الله.
وليس فيه استعجال القاتل لأجل المقتول قبل موعده، فلو علم الله أن فلانا من الناس سيقتل في هذا الوقت، فلا يمكن أن يتخلف علم الله؛ لأن علم الله علم إحاطة وانكشاف، فكل مقتول مستوف لأجله.
لماذا يعاقب القاتل؟
إذا كان المقتول قد مات في الوقت الذي حدده الله له فلماذا يعاقب القاتل على ذلك إما بالقصاص إذا كان قد تعمد القتل، أو بدفع الدية إذا كان القتل على سبيل الخطأ؟
وجواب هذا أنه ليس هناك ما يمنع أن يكون المقتول قد مات في وقته الذي حدده الله له وينزل الله العقاب على القاتل؛
لأنه هو من تسبب في هذا القتل، فهو يعاقب على استهانته بالنفس التي حرم الله قتلها، فإن من يتجرأ على قتل نفس واحدة يتجرأ على قتل كل الأنفس.
قال الله: (مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا
وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ).
الموت والقتل كلاهما بإذن الله
قال الله: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ كَانُواْ غُزّٗى لَّوۡ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجۡعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسۡرَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ)
وهذه الآية تجيب على المنافقين وتبين لهم أن الموت والقتل يقعان بإذن الله، وذلك عندما رجع المؤمنون من غزوة أحد وقد قتل منهم من قتل قالوا:
لو كانواعندنا ما ماتوا وما قتلوا فأخبرهم الله تعالى أن الموت والقتل كلاهما لا يكونان إلا بإذن الله، وحضور الأجل الذي حدده الله لكل حي.
وقال الله: (يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ
قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ).
فبين الله في معرض الرد على المنافقين الذين عابوا على المؤمنين خروجهم للقتال في أحد أن الأمر كله وقع بتقدير من الله فبيده مقاليد الأمور يصرفها كيف يشاء.
ثم أمر الله نبيهم أن يخبرهم بأن ما حدث من القتل كان من تقدير وما قدره الله لابد من قوعه.
للاطلاع على المزيد: