العقيدة الإسلامية

تعرف على شفاعة النبي لأمته يوم القيامة

الشفاعة من الخصائص التي خص الله بها نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- فهو صاحب الشفاعة العظمى في المقام المحمود.

الدليل على الشفاعة من القرآن

أصل الشفاعة ثابت بالقرآن في عدة مواضع منها قول الله: (يَوۡمَئِذٖ لَّا تَنفَعُ ‌ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُۥ قَوۡلٗا).

وقال الله: (وَلَا تَنفَعُ ‌ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ).

الدليل على الشفاعة من السنة

ورد في السنة النبوية ما يدل على ثبوت الشفاعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (‌أعطيت ‌خمسا، لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل،

وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة)[البخاري]

الشفاعة العظمى

المقام المحمود هو مقام الشفاعة العظمى التي جعلها الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- في أرض المحشر حيث يتمنى الناس الانصراف ولو إلى النار من هول الموقف وطول الوقوف.

فيأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ويشفع للناس وتلك هي الدعوة التي اختباها رسول الله من أجل الشفاعة.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لكل نبي ‌دعوة ‌مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)[البخاري]

وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (إن الناس يصيرون ‌يوم ‌القيامة ‌جثا، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود)البخاري

وهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله في القرآن فقال: (وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا ‌مَّحۡمُودٗا).

وهذه الشفاعة تكون من أجل فصل القضاء لإراحة الخلق من هول الموقف وطول القيام،

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان يوم القيمة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون:

اشفع لنا إلى ربك، فيقول: ‌لست ‌لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول:

‌لست ‌لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى، فيقول: ‌لست ‌لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول:

‌لست ‌لها، ولكن عليكم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- فيأتونني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن،

فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع،

فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال:

يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان،

فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال:

يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل)[البخاري]

الشفاعة لتخفيف العذاب

من أنواع الشفاعة شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض الناس لتخفيف العذاب عنهم كشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب.

عن ‌العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان ‌يحوطك ‌ويغضب لك؟ قال: (نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)[مسلم]

وقد بوب الإمام النووي لهذا الحديث بعنوان : ‌‌باب شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه.

الشفاعة لدخول قوم الجنة بغير

ورد في حديث الشفاعة الطويل الذي رواه مسلم في صحيحه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (… ثم قال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: يا محمد، أدخل الجنة من أمتك ‌من ‌لا ‌حساب ‌عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة).

أنواع الشفاعة

نقل الإمام النووي عن القاضي عياض في شرح مسلم قوله:

الشفاعة ‌خمسة ‌أقسام:

أولها: مختصة بنبينا -صلى الله عليه سلم- وهي الإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب كما سيأتي بيانها.

الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب وهذه وردت أيضا لنبينا -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكرها مسلم رحمه الله.

الثالثة: الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- ومن شاء الله تعالى…

الرابعة: فيمن دخل النار من المذنبين فقد جاءت هذه الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبينا -صلى الله عليه وسلم- والملائكة وإخوانهم من المؤمنين ثم يخرج الله تعالى كل من قال: لا إله إلا الله كما جاء في الحديث لا يبقى فيها إلا الكافرون.

الخامسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها وهذه لا ينكرها المعتزلة ولا ينكرون أيضا شفاعة الحشر الأول.

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة