العقيدة الإسلامية

ما معنى الإسلام؟ وما معنى قول: لا إله إلا الله؟

الإسلام هو امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، ببناء ذلك على إذعان القلب والتسليم لأوامر الله.

الفرق بين الإيمان والإسلام

الإيمان يطلق على الاعتقادات الباطنة التي يجب أن يعتقدها المؤمن بقلبه من الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر، والقدر خيره وشره حلوه ومره.

أما الإسلام فيطلق على الأعمال الظاهرة التي تقوم بها الجوارح من الصلاة والصيام والحج، فالإسلام يعتمد على الإيمان، فكلاهما متلازمان فلا يوجد مسلم غير مؤمن ولا مؤمن غير مسلم.

من هو المؤمن؟

المؤمن الذي يكون من أهل القبلة ولا يخلد في النار هو من يعتقد الإسلام بقلبه خاليا من الشك والارتياب ونطق بالشهادتين.

فإن اقتصر على النطق بالشهادتين بلسانه دون الاعتقاد بقلبه فإنه لا يكون من أهل القبلة بل يخلد في النار؛ لأنه منافق، وقد قال الله عن المنافقين: (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ ‌فِي ‌ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا).

ومن اعتقد بقلبه ولم ينطق بلسانه لا يكون أيضا من أهل القبلة إلا إذا كان عاجزا عن النطق لعدم تمكنه من ذلك.

الاقتصار على قول: لا إله إلا الله

هل يقبل إسلام من اقتصر على قول لا إله إلا الله دون أن يقول : محمد رسول الله؟

جمهور العلماء على أنه لا يقبل إيمان من اقتصر على قول لا إله إلا الله، ويشترط أن يقدم الإقرار بالتوحيد أولا ثم الإقرار بالرسالة ثانيا؛ لأن الإيمان بالرسول متوقف على الإيمان بالله أولا.

فشرط الإيمان بالله الإيمان بأن القرآن كلام الله، والله قال في قرآنه: (‌فَـَٔامِنُواْ ‌بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ).

وقال الله: (‌فَـَٔامِنُواْ ‌بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلۡنَاۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ).

ما هي كلمة الإسلام

كلمة الإسلام هي قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. بشقيها وعليها مدار الإسلام فلا يقبل بشقها الأول فقط.

ومن قال بالإسلام بمجرد النطق بشقها الأول فقد ألحد؛ لأنه يكون بذلك قد جعل الإسلام مجرد الدعوة لتوحيد الله ولم يعتبر الإيمان برسول الله ركنا من أركان الإسلام.

مفهوم كلمة الإسلام

كلمة الإسلام التي هي قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. مفهوم واسع تندرج تحته جميع أركان الإسلام وأصول الاعتقاد.

قال الإمام الغزالي: “ويجمع معاني هذه العقيدة كلها قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله”.

فالإيمان بالله يعني الإيمان بأن الله يجب له كل كمال يليق بذاته المقدسة، والإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- يدخل فيه الإيمان بالقرآن الذي يأمرنا بالإيمان بجميع الأنبياء والكتب واليوم الآخر وغير ذلك من العقائد التي جاء بها كل الأنبياء لأقوامهم.

ويدخل فيه وجوب الإيمان بما يجب للرسل وما يجوز وما يستحيل في حقهم.

فضل قول لا إله إلا الله

كلمة الإسلام التي قول لا إله إلا الله محمد رسول الله من أعلى الأذكار مقاما وأثرا؛ لأنها ترجمة على ما يشتمل عليه قلب المسلم، لذا ينبغي على العاقل أن يكثر من ذكرها.

آداب الذكر

إذا كان قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. من أفضل الأذكار فإنه ينبغي على المسلم أن يكون مصاحبا لآداب الذكر عند ذكر الله بها ليكون لها أثر في نفسه.

من هذه الآداب أن يكون الذكر مبني على العقيدة بأن تكون هي التي تحدد له هدفه، وهذا معناه ألا يسلك الإنسان طريق النفعية مع الله، بمعنى أنه إذا كان يريد من الله حاجة لجأ إلى الله وذكره وإذا لم تكن له حاجة امتنع عن الذكر.

استحضار عظمة الله

كذلك من الآداب التي ينبغي على الذاكر لله أن يكون مستحضرا لها أن يستحضر عظمة الله خاضعا لأحكامه.

تجديد التوبة

وأن يجدد التوبة بأن يتوب عن جمع المعاصي والمخالفات التي وقع فيها وأن يستديم استحضار هذه التوبة.

الاستغفار واستحضار عظمة الله

وأن يتوب عن الخواطر التي ترد على القلب وإن لم يستمر عليها بأن يستغفر ربه منها، وأن يتوجه إلى القبلة عند الدعاء.

وأن يستحضر معنى قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، بأن يعتقد بأنه لا معبود بحق إلا الله، وألا يكون النطق بها مجرد تلفظ باللسان دون اعتقاد القلب.

آثار الذكر

من الآثار التي تترتب على ذكر الله والتزام آداب الذكر أن تترقى النفس وتحوز الخلائق الحسنة مثل لوم النفس، وهذا هو مقام النفس اللوامة التي ذكرها الله في القرآن في قول الله: (لَآ أُقۡسِمُ بِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ‌ٱللَّوَّامَةِ).

والنفس اللوماة هي التي تلوم صاحبها لتركه الطاعة، فهي تمدح على ذلك لأن الله أقسم بها. وقيل: هي التي تلوم صاحبها على الخير لمَ لمْ يستكثر منه وعلى الشر لم فعله.

قال ابن جزي في التسهيل: “النفس اللوماة هي التي تلوم نفسها على فعل الذنوب أو التقصير في الطاعات فإن النفوس على ثلاثة أنواع: فخيرها النفس المطمئنة، وشرها النفس الأمارة بالسوء، وبينهما النفس اللوامة”.

وقال الآلوسي: “وأَكثر الصوفية على أَن النفس ‌اللَّوامة فوق الأَمَّارة وتحت المطمئنة وعرفوا ‌اللَّوامة بأَنها هي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت عن سِنة الغفلة فكلما صدر عنها سيئة بحكم جِبلَّتها الظلمانية أَخذت تلوم نفسها ونفرت عنها”.

مواضيع ذات صلة