أحكام الأذان والإقامة للصلاة
الأذان معناه الإعلام بدخول وقت الصلاة المفروضة، والإقامة هي الإعلام بالقيام إلى الصلاة المفروضة بذكر مخصوص.
الدليل على الأذان
قال الله: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ).
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (…فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم…)[البخاري].
حكم الأذان والإقامة:
الأذان والإقامة فرض كفاية على جماعة الرجال، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وذهب البعض إلى أنه سنة مؤكدة.
متى شرع الأذان؟
شُرع الأذان في السنة الأولى من الهجرة وقد كان عبارة عن رؤيا رآها عبد الله بن زيد فقصها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمره أن يعلم الأذان لبلال ليؤذن به؛ لأنه أندى منه صوتا.
فضيلة الأذان:
الأذان من شعائر الإسلام التي بين رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لنا فضائله فقال: (يغفر للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون، ويكفر عنه ما بينهما)[أحمد].
لذا رَغَّب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحرص على الأذان والصف الأول في الصلاة فقال: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتَهِموا لاسْتَهَموا عليه)[البخاري]
وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله يتباهى بعبده الذي اعتزل الناس ويقوم بالأذان لكل صلاة فقال: (يعجب ربك –عزوجل- من راعي غنم في رأس شَظية -القطعة من رأس الجبل- بجبل يؤذن للصلاة ويصلي، فيقول الله –عزوجل-: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة)[أبو داود].
وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من فضيلة الأذان أن المؤذن يشهد له كل من يسمع صوته فقال: (يغفر للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون، ويكفر عنه ما بينهما)[أحمد].
فرار الشيطان عند سماع الأذان
من فضائل الأذان أن الشيطن يفر عند سماع الأذان ، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى)[البخاري]
ما يقوله من يسمع المؤذن
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله،
ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه – دخل الجنة)[مسلم]
ما يقال بعد الأذان
عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا،
ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)[مسلم]
وعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الدعاء الذي نقوله بعد الأذان فقال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)[البخاري]