العقيدة الإسلامية

تعرف على ما بعض يجب لله تعالى من صفات الكمال

يجب على الإنسان أن يؤمن بأن الله تعالى يجب له كل كمال يليق بذاته المقدسة، وأن يؤمن بأن كمالات الله لا يحصيها العد.

هل صفات كمال الله محصورة

الحقيقة أن كمالات الله لا تنتهي ولا يحصيها العد، وأن هناك ما أطلعنا الله عليه من صفاته وكمالاته، وهناك من صفات الكمال مما استأثر الله بعلمه.

عن ‌عائشة قالت: فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول:

(اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك. وأعوذ بك منك، ‌لا ‌أحصي ‌ثناء ‌عليك أنت كما أثنيت على نفسك)[مسلم]

فلا أحد يستطيع أن يحصى نعم الله وإحسانه والثناء عليه بها مهما اجتهد في ذلك، وهذا معناه أن الله له الكثير من صفات الكمال التي لا يبلغها أفضل البشر محمد -صلى الله عليه وسلم- فكيف بغيره.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه لا يعرف الله حق المعرفة إلا الله، وهذا يتوافق مع قول الله: (يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ ‌وَلَا ‌يُحِيطُونَ ‌بِهِۦ عِلۡمٗا).

وجود الله من بدهيات العقول

من البدهيات التي تدل عليها العقول أن كل أثر لابد له من مؤثر أثر في وجوده، وكل حادث لابد له من محدث أوجده من العدم.

فليس هناك حادث دون محدث، فالإنسان مؤمن بأنه محدَث؛ لأن هذا من العلم الضروري، لأنه قبل مولده لم يكن شيئا بل كان في حيز العدم ثم وجد بعد العدم، فمن الذي أخرجه للوجود.

وإذا اعترفنا أن الدنيا حادثة فهذ معناه أن لها موجد وهو الله، والذي يؤكد على وجود الخالق لهذا العالم هو دقة الصنع ودقة الإحكام.

الله قديم لا بداية لوجوده

الله تعالى قديم بذاته فلا بداية لوجوده، وقد كان الله ولا شيء سواه، فعن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- قال: دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعقلت ناقتي بالباب، فأتاه ناس من بني تميم، فقال:

(اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، مرتين، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم).

قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ‌ولم ‌يكن ‌شيء ‌غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض). فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها)[البخاري]

هل يجوز إطلاق لفظ القديم على الله؟

نازع البعض في إطلاق اسم القديم على الله لأنه لم يرد في النقل، والحقيقة أنه ورد إطلاق القديم على الله في السنة وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم- عندما كان يدخل المسجد:

(أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم ‌وسلطانه ‌القديم من الشيطان الرجيم)[أبو داود]

وهذه وصف لصفة من صفات الله بأنها قديمة وما كان صفة لصفة من صفات الله كان وصفا لله، وقد أجاز القاضي الباقلاني إطلاق ما لا يوهم النقص على الله تعالى وإن لم يرد.

وقال الإمام الغزالي: إن الأسماء لا يجوز إطلاقها إلا إذا وردت، وأما الأوصاف فيجوز وإن لم ترد بشرط أن لا يفهم منها ما لا يليق بالله تعالى.

ما معنى هو الأول

إذا كنا نقول بأن القدم معناه أنه لا أول لوجوده ولا بداية له فما معنى قول الله: (‌هُوَ ‌ٱلۡأَوَّلُ ‌وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ)

معنى الأول هنا أنه كان قبل كل شيء وأنه لم يكن معه شيء، وأن كل ما هو موجود إنما وجد بعد الله لا معه ولا قبله، وعلى هذا فالأول هنا معناه القديم ولا يفهم أن الله له أول.

الله هو الآخر الذي لا نهاية له

من صفات الله أنه الآخر الذي لا نهاية له ومعناه أنه الباقي بعد فناء كل شيء، قال الله: (هُوَ ‌ٱلۡأَوَّلُ ‌وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ).

فمن ثبت له أنه القديم الذي كان ولم يكن شيء سواه، وجب له البقاء وامتنع عليه الفناء.

الله غني عما سواه

من صفات الله صفة القيام بالنفس وهذا معناه أن الله غني عما سواه على الإطلاق، فالله غني عن الاحتياج لمحل أو موضع يكون فيه كاحتياج المخلوق للمكان الذي يستقر فيه، ولا يحتاج الله لموجد يوجده.

ومما يدل على أن الله غني عن عباده قول الله تعالى: (ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ‌ٱلۡحَيُّ ‌ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ

مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ).

الله لا يشبه شيئا

الله تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء، فليس لله شبيه في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله، قال الله: (قُلۡ هُوَ ‌ٱللَّهُ ‌أَحَدٌ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ).

فالله تعالى لم يلد ولم يولد لأنه ما من مولود إلا وسيموت، وما من شيء يموت إلا ويورث، والله لا يموت ولا يورث، لأنه ليس له شبيه ولا مثيل، قال الله: (‌لَيۡسَ ‌كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ).

فذات الله ليست كذات المخلوقين، فالمخلوق جسم ومتحيز والله ليس كذلك.

gلاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة