جعل الإسلام الدفاع عن المرأة من الواجبات المفروضة على الرجل وأن الموت في سبيل ذلك شهادة في سبيل الله، ووضع الإسلام الحدود للحفاظ على المرأة وخاض النبي -صلى الله عليه وسلم- الحروب من أجل الدفاع عن المرأة.
الدفاع عن المرأة
جعل الإسلام الموت في سبيل الدفاع عن المرأة شهادة في سبيل الله، وهذا من تكريم الإسلام للمرأة أن أوجب على الرجل أن يدافع عن المرأة ويدفع الخطر عنها، وإذا مات وهو يؤدي هذا الواجب يكون قد مات شهيدا في سبيل الله
فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله، أو دون دمه، أو دون دينه فهو شهيد)[رواه أبو داود]
حد القذف
من صيانة الإسلام للمرأة وللرجل أنه وضع حد القذف بمعنى أن المسلم لو رمى رجلا أو امرأة بالزنى أو شتمه يقام عليه الحد وهو أن يجلد ثمانين جلدة
قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وبين الله تعالى أن يفعل ذلك إنما هو مطرود من رحمة الله في الدنيا والآخرة فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
كما بين رسول الله أن قذف المحصنات العفيفات الطاهرات من كبائر الذنوب عند الله فقال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)[رواه البخاري]
عمل المرأة في الإسلام
عملها جائز في الإسلام إذا كان ضمن الحدود والضوابط الشرعية أما إذا كان مخالفا للشرع أو يعرض المرأة للفتنة فلا يجوز.
روي عن جابر بن عبد الله أنه قال: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها [تقطع الثمار]، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدقي، أو تفعلي معروفا)[رواه مسلم]
وعن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: (تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح [بعير يستقى عليه] وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء، وأخرز [خياطة الجلود] غربه [الدلو الكبير] وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز
وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ،
فجئت يوما والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ثم قال: (إخ إخ) ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال
وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب،
فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني)[رواه البخاري]
النبي حرك جيشا من أجل امرأة
حرك النبي -صلى الله عليه وسلم- جيشا وخاض حربا من أجل امرأة فقد كان سبب غزوة بني قينقاع أن امرأة مسلمة جاءت بأشياء لها إلى السوق فلما فرغت منها جلست إلى صائغ فحاول اليهود كشف وجهها فأبت،
فعمد الصائغ اليهودي إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت ظهرت سوءتها فصاحت، فقام رجل من المسلمين فقتل الصائغ اليهودي، فاجتمع اليهود عليه فقتلوه
فحاصرهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أشد الحصار وقد اختبئوا في حصونهم، حتى دام هذا الحصار خمس عشرة يوما، ثم نزلوا على حكم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وكان الذي تشفع فيهم هو رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وطلب من رسول الله أن يعفوا عنهم وقال:
يا رسول الله أحسن في موالي حتى كرر ذلك على رسول الله ثلاث مرات حتى أذن لهم رسول الله أن يخرجوا وألا يجاوروه بالمدينة أبدا، فخرجوا إلى أذرعات الشام فهلك معظمهم وكان ذلك في منتصف شوال من العام الثاني من الهجرة.
للاطلاع على المزيد: