موضوعات اسلامية

تعريف التوبة وفضلها ومتى يغلق باب التوب، وما هي شروط التوبة؟

التوبة عن الذنوب والرجوع لله من علامات الفوز بالجنة والنجاة من النار، فقد أذنب آدم -عليه السلام- وأكل من الشجرة فلما تاب من ذنبه تاب الله عليه.

تعريف التوبة

التوبة هي ترك الذنب وهذا أبلغ وجوه الاعتذار، وترك الذنب ينبغي أن يكون من أجل مخافة الله باستشعار قبحه والندم على فعله.

معنى التوبة في القرآن

وردت كلمة التوبة في القرآن بمعان متعددة فمنها ما ورد بمعنى الندم كما في قول الله: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ).

ووردت التوبة بمعنى التجاوز والصفح، قال الله: (‌لَّقَد ‌تَّابَ ‌ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ).

وقد ترد بمعنى الرجوع عن الشيء الذي أراده، كما في قول الله على لسان موسى لما طلب رؤية الله: (سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ) أي رجعت عن طلب هذا الشيء.

الله أمرنا بالتوبة إليه

من فضائل التوبة أن الله أمرنا بالتوبة إليه بالكف عن فعل الذنوب والرجوع لأوامره، قال الله: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

وبين الله لعباده أنه هو الذي يقبل توبة عباده فليس هناك أحد سواه بيده قبول توبة من تاب، قال الله: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ).

باب التوبة مفتوح للعباد

من رحمة الله بالعباد أنه فتح باب التوبة على مصراعيه لمن أراد أن يتوب فلا يأس ولا قنوط من رحمة الله مهما فعلت من الذنوب والمعاصي.

قال الله: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

فمن تاب وأناب تاب الله عليه وبدل سيئاته حسنات، قال الله: (إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ ‌يُبَدِّلُ ‌ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا).

الله ينادي على التائبين

في كل ليلة في الثلث الأخير ينادى الله على عباده هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من داع؟

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ ‌هل ‌من ‌تائب؟ هل من سائل؟ هل من من داع؟ حتى ينفجر الفجر)[مسلم]

الله لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية

الله تعالى لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين، لكن الله يريد أن يرحم عباده من أجل ذلك يريد توبتهم، لكن من يصر على معصيته فلا يلومن إلا نفسه.

قال الله: (إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ ‌وَلَا ‌يَرۡضَىٰ ‌لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ).

وعن ‌أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا،

يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم،

يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم،

يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي ‌لو ‌أن ‌أولكم ‌وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا،

يا عبادي ‌لو ‌أن ‌أولكم ‌وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا،

يا عبادي ‌لو ‌أن ‌أولكم ‌وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر،

يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)[مسلم]

أسرع بالتوبة قبل فوات الأوان

يجب على الإنسان أن يتوب فورا من ذنبه فإنه لا يدري هل يباغته القدر فلا يتمكن من التوبة أم يختم الله على قلبه فلا يكون في قلبه متسع إلا للمعصية التي تشربها قلبه وألفها هواه.

قال الله: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا

وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).

متى يغلق باب التوبة

فتح الله لعباده باب التوبة مهما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي؛ لأن رحمة الله واسعه، لكن هذا الباب يغلق في أوقات معينة لا تنفع توبة العبد وقتها، عند طلوع الشمس من معربها، وعند الغرغرة، وعند خروج الدابة والدجال.

قال الله: (هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ ‌لَا ‌يَنفَعُ ‌نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ).

وعن ‌أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث إذا خرجن (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) ‌طلوع ‌الشمس ‌من ‌مغربها، والدجال، ودابة الأرض)[مسلم]

شروط التوبة

حتى تكون التوبة نصوح ومقبولة عند الله لابد وأن يتوفر فيها بعض الشروط منها:

1 – الإقلاع عن الذنب، بأن يترك الإنسان هذا الذنب الذي وقع فيه، فلا تقبل توبته إذا تاب وظل على مباشرا لهذا الذنب.

2 – الندم على ما يألف من المعاصي، فلن تقبل التوبة إلا إذا كان نادما على هذا الفعل الذي وقع فيه، أما إذا كان راضيا بهذا الذنب غير نادم عليه فلا تقبل توبته.

3 – العزم على عدم العود إلى هذا الذنب مرة أخرى، فإن غليته نفسه ووقع في الذنب مرة أخرى يحدث لذلك توبة من جديد ولا يمل من التوبة حتى يمل الشيطان منه.

4 – رد المطالم لأهلها فإن كان قد أخذ حقا ليس له من حقوق العباد وجب عليه رد هذه الحقوق لأهلها حتى يقبل الله توبته.

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة