تعرف على فوائد النكاح التي منها كسر الشهوة وطلب الذرية الصالحة
النكاح يكون به التحصن من الشيطان بكسر الشهوة، وطلب الذرية الصالحة، وذلك من سنن الأنبياء والصالحين من عباد الله.
حفظ الفروج وغض البصر
الزواج يكون به حفظ الفروج من الوقوع في الحرام، فمن لم يقدر على الزواج كان عليه الصيام ليكسر حدة هذه الشهوة.
فمن غليته الشهوة ربما غلبت تقواه فجرته للفواحش، ومن استطاع أن يحفظ بصره عن النظر للحرام ويحفظ فرجه عن الوقوع في الفواحش لا يقدر على أن يحفظ قلبه وعقله عن وساوس الشيطان؛
لأنها فطرة فطر الله الإنسان عليها فلا تتم عبادة العابد إلا بالنكاح، قال الله: (وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا) قال قتادة: أي لا يصبر عن النساء.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من شر المني، لأن هيجان الشهوة يذهب بالعقل، فعن شكل بن حميد قال: قلت: يا رسول، علمني دعاء، قال: (قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي)[أبو داود]
الترويح عن النفس بالزواج
الزواج فيه إيناس للنفس وترويح عنها بالمجالسة والمؤانسة، وهذا مما تسكن به النفس وتطمئن، قال الله: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ).
مجاهدة النفس
من الرياضات التي يقوم بها المرء هي القيام بواجب الرعاية والولاية وأداء ما افترضه الله عليه من الحقوق تجاه زوجته، وأهل بيته، واحتمال أذاهم والصبر عليهن، والقيام بالمسئولية التي أوجبها الله عليه.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من الذي لا يخالطهم، ولا يصبر على أذاهم)[أحمد]
وقال ابن المبارك وهو مع إخوانه في الغزو: “تعلمون عملاً أفضل مما نحن فيه؟ قالوا: ما نعلم ذلك.
قال: أنا أعلم قالوا: فما هو؟ قال: رجل متعفف ذو عائلة قام من الليل فنظر إلى صبيانه نياماً متكشفين فسترهم وغطاهم بثوبه فعمله أفضل مما نحن فيه.
لا ينقطع عمل الإنسان بالذرية الصالحة
إذا مات ابن آدم انقطع عمله من الدنيا وانتقل من دار العمل التي لا حساب فيها إلى دار الحساب التي لا عمل فيها.
لكن تبقبى في الدنيا ثلاثة أعمال يعود عليه نفعها وهو في قبره، ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:
(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)[مسلم]
فإذا أدى المسلم ما عليه تجاه ولده، وأحسن تربيته وتنشأته، فإنه يثاب على دعائه له؛ لأنه من كسبه، لكن إذا كان الولد فاجرا فإن فجوره على نفسه لقول الله:
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ).
الولد حجاب لأبويه من النار
إذا مات للأم والأب اثنان من الأبناء صغارا قبل موتها وصبرت على ألم هذا الفراق كانوا حجابا لها من النار.
عن أبي سعيد -رضي الله عنه-: أن النساء قلن للنبي -صلى الله عليه وسلم-: اجعل لنا يوما، فوعظهن، وقال:
(أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد، كانوا لها حجابا من النار). قالت امرأة: واثنان، قال: (واثنان)[البخاري]
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما من الناس من مسلم، يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة، بفضل رحمته إياهم)[البخاري]
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار)[الترمذي]
إنما نسقي آباءنا
حكي أن بعض الصالحين كان يعرض عليه التزويج فيأبى برهةً من دهره، قال: فانتبه من نومه ذات يوم وقال: زوجوني زوجوني.
فزوجوه فسئل عن ذلك فقال: لعل الله يرزقني ولداً ويقبضه فيكون لي مقدمةً في الآخرة ثم قال:
رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وكأني في جملة الخلائق في الموقف وبي من العطش ما كاد أن يقطع عنقي، وكذا الخلائق في شدة العطش والكرب فنحن كذلك إذ ولدان يتخللون الجمع عليهم مناديل من نور وبأيديهم أباريق من فضة وأكواب من ذهب،
وهم يسقون الواحد بعد الواحد يتخللون الجمع ويتجاوزون أكثر الناس فمددت يدي إلى أحدهم وقلت: اسقني فقد أجهدني العطش فقال: ليس لك فينا ولد إنما نسقي آباءنا فقلت: ومن أنتم فقالوا: نحن من مات من أطفال المسلمين.
ابنوا لعبدي بيتا في الجنة
من فضائل الولد أن من رزقه الله بولد ثم مات قبله فحمد الإنسان ربه وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. بنى الله له بيتا في الجنة وسماه بيت الحمد.
عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده،
فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد)[الترمذي]
للاطلاع على المزيد: