النكاح

حب الزوج لزوجته ووجوب الإنفاق

هناك بعض المفاهيم المغلوطة عند الرجال بالنسبة للمرأة فيظلمون المرأة ويعتدون على حقوقها بسبب هذا، وهناك حقوق تجهلها بعض النساء فيجهلون بسبب ذلك حقيقة الإسلام الذي ينتسبون إليه، من هذه الأحكام:

حب الأم لا يتعارض مع حب الزوجة

لابد وأن يعلم الرجل أن حبه لأمه لا يعارض حبه لزوجته، لأن هناك الكثير من الرجال يخلطون بين حبهم لأمهاتهم وحبهم لزوجاتهم فيرون هذا يتعارض مع ذاك،

والحقيقة أن كلاهما لا يعارض الآخر فالأم لها مكانتها التي جعلها الإسلام لها فقد أمر الله تعالى ببر الوالدين والمبالغة في برهما فقال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).

وأمر الله بمعاشرة الزوجات بالمعروف فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، ووصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنساء خيرا.

زوجتك ليست أمك

لقد عاقب الإسلام الرجل الذي يعامل زوجته معاملة أمه بأن يقول لها أنت علي كظهر أمي أي لا يحل له أن يقترب منها كما لا يحل له أن يقترب من أمه فهذا هو الظهار الذي عاقب الله عليه فقال:

(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

للمرأة ذمتها المالية

المرأة لها ذمتها المالية ولها الحق في الميراث في الإسلام وليس كما كانت في الجاهلية لا يحق لها أن تتملك شيئا ولا أن ترث؛ لأن الميراث في الجاهلية كان من حق من يحمل السلاح ويدافع عن القبيلة.

لذا أعلن الإسلام عن حقها في الميراث فقال: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا)

حرمة مال المرأة

إذا أكل الرجل حق المرأة في الميراث لا يكون بذلك قد اعتدى عليها فقط بل يكون قد اعتدى على حدود الله التي وضعها لعباده فقال الله -تعالى- بعد أن تكلم على أحكام المواريث:

(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)

وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المرأة لها ذمتها المالية الخاصة بها والتي يحق لها أن تفعل بها ما تشاء فقال: (تصدقن، يا معشر النساء، ولو من حليكن)[رواه البخاري]

إنفاق المرأة على أهل بيتها

إن كان الإسلام قد جعل الإنفاق على البيت من مسئوليات الرجل فقد أباح للمرأة إذا كانت تملك المال أن تنفق على بيتها ولها أجر النفقة وأجر القرابة ،

فعندما جاءت زينب زوجة عبد الله بن مسعود تسأل رسول الله هل يجوز لها النفقة على زوجها وعلى أيتام في حجرها فقال لها: (لها أجران :أجر القرابة، وأجر الصدقة)[رواه البخاري]

الإنفاق مسئولية الرجل

الرجل مسئول عن الإنفاق على زوجته وأولاده فقد دلت آيات القرآن على أن النفقة واجبة من الأزواج على الزوجات فقال الله:(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّه).

وأن النفقة من الآباء على الأبناء واجبة أيضا فقال الله تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف).

وروي أن هند بنت عتبة قالت يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)[رواه البخاري ]

وقال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه العلم أن على المرء نفقة أولاده الأطفال الذين لا مال لهم.

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة