هناك الكثير من العوامل التي ينبغي على الآباء أن يكونوا على علم بها عند تربية أطفالهم حتى تؤتي التربية ثمارها.
تعليم الطفل احتساب الأجر على العمل
إخلاص النية عند القيام بعملية التربية وانتظار الأجر على هذا العمل من الله من أهم الأمور التي ينبغي أن يستحضرها المربي عند تربيته لولده؛
لأنه يقوم بأشق عمل ولن يؤجر على هذا العمل إلا إذا وضع النية الصالحة له؛ لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه.
قال الله: (وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تبارك وتعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)[مسلم]
القدوة العملية للطفل
تأثير الجانب العملي الذي يقوم به الوالد أمام ولده أشد تأثيرا من الجانب النظري؛ لأن الأبناء يقلدون آباءهم في أفعالهم وسلوكهم،
من أجل ذلك كان من الواجب على الآباء أن يكونوا حريصين أشد الحرص على تصرفاتهم وسلوكهم أمام أبنائهم.
ولأن الجانب العملي من أكثر العوامل المؤثرة على الأبناء أمر الإسلام الرجل بأن ينتقي زوجته من أهل الصلاح لأنها ستنتج أبناء على صورتها.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)[البخاري]
وأمر المرأة الصالحة ليس بالأمر السهل الميسور وإنما هو أمر يحتاج لبذل المجهود من أجل الوصول إليه، وهذا ما يدل عليه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاظفر) وهذا لفظ يدل على أن العثور للمرأة الصالحة لا يكون إلا بعد جهد ومشقة.
وأمر الإسلام المرأة ألا تتزوج إلا بالرجل الصالح؛ لأن الأبناء سيكونون على صورة أبيهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)[الترمذي]
فالطفل بطبيعته ينشأ على تقليد الكبار؛ لأنه يراهم مثله الأعلى فإن فعلوا الشر قلدهم في الشر وإن فعلوا الخير قلدهم في الخير.
عن ابن عباس قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- من الليل، فلما كان في بعض الليل، قام النبي -صلى الله عليه وسلم- فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا، … وقام يصلي،
فتوضأت نحوا مما توضأ، ثم جئت فقمت عن يساره، … فحولني فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء الله، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة، فصلى ولم يتوضأ)[البخاري]
الإحساس بمسئولية تربية الأبناء
الإحساس بالمسئولية تجاه تربية الأبناء من أهم الأمور التي يجب على المربي أن يتحلى بها، فمن المسئولية أن يعلم أنه مسئول عن أبنائه ومحاسب عليهم أمام الله.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته،
والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته)[البخاري]
ووجه الله الأمر لنا بأن نقي أنفسنا وأهلينا من النار فقال الله: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ).
الرفق والرحمة بالطفل
من الأسس التربوية التي بني عليها أمر تربية الأبناء الرحمة واللين، فهذا الرفق هو الذي يخلق نوعا من المودة والمحبة ويخلق نوعا من الترابط بين المربي والطفل يحمله على الاستجابة لأوامره، لكن الغلظة والقسوة تصنع حجابا يجعل الطفل لا يستمع ولا يتقبل الكلام من مربيه.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا،
فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: (من لا يرحم لا يرحم)[البخاري]
احتضان الطفل وضمه
مما يشعر الطفل بالحنان والرحمة أن يحتضنه أبوه أو أمه ويمسح على رأسه، فهذا الأمر يوفر له الإحساس بعامل الأمان.
عن يعلى العامري، أنه قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فضمهما إليه وقال: (إن الولد مبخلة مجبنة)[ابن ماجه]
فوجود الولد في حياة والده ربما يجعله جبانا وبخيلا لأنه يخاف على حياته من أجل ولده، ويبخل بماله ليوفره لولده.
تخير أسهل الأشياء للطفل
إذا خير الوالد بين أمرين لولده فعليه أن يختار الأيسر له إذا لم تكن هناك مصلحة ستضيع عليه من باب التخفيف عليه حتى لا يصيبه اليأس ولا الضجر.
عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: ما خير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها)[البخاري]
للاطلاع على المزيد: