من قصص إسلام المسملين الجدد- المهندس الأمريكي جريجوري
كريس جريجوري هو مهندس أمريكي من أبوين أمريكيين، ولد سنة 1943، في أسرة تتكون من خمسة أفراد، وكان أكبر الأبناء هو كريس جريجوري.
حال جريجوري قبل الإسلام
كان كريس جريجوري كحال الكثيرين من أمثاله الذين ينفصلون عن الأسرة في سن مبكرة عندما يبلغون السادسة عشرة من العمر.
وهو في هذه الحال يكون مضطرا للعمل بجانب دراسته من أجل أن ينفق على نفسه، وهذا هو ما فعله جريجوري بالفعل فكان يعمل بجوار دراسته الثانوية.
ولما التحق بالمرحلة الجامعية عمل في أعمال أكثر أهمية، ولما أنهى دراسته صار مهندسا في التكييف والتبريد، وعمل بإحدى المؤسسات الكبيرة براتب ثابت.
كيف تعرف جريجوري على الإسلام
يحكي جريجوري عن سبب تعرفه على الإسلام أنه أثناء تجنيده في الجيش كان له صديق مسلم وكان هذا الصديق يحرص دائما على أداء الصلاة في أوقاتها قال:
وكنت أساعده على ذلك، وكان صديقه هذا يختلس الوقت لقراءة القرآن، قال: فمن خلاله بدأت أتعرف على الصلاة وأنه يجوز للمسلم أن يصلي في أي موضع من الأرض لأنها ملك لله.
وتعرفت على الوضوء وهو الطهارة لكل صلاة فإن لم يجد المسلم الماء من أجل الطهارة للصلاة يجوز له أن يتيمم بالتراب، لقد أثر في هذا الصديق وترك في قلبي مودة كبيرة له بسبب ما كان يتمع به من سلوك راق.
ما الذي لفت انتباه جريجوري في صديقه المسلم؟
يحكي جريجوري عن صديقه المسلم أنه عندما كان يتحدث عن رسول الإسلام يتحدث بمحبة كبيرة، وعن سبب اختيار الله له ليكون رسولا ليدعوا الناس إلى الإسلام.
قال جريجوري: وهذا هو ما دفعني للتعرف عن قرب عن سلوك هذا الرسول الذي يتحدث عنه صديقي.
إسلام جريجوري
يذكر جريجوري أنه قرأ كثيرا عن الإسلام ولم يجد راحة في حياته إلا بعد أن ترسخ الإسلام في قلبه وعقله، فأعلن إسلامه من فوره.
جريجوري يغير اسمه
غير جريجوري اسمه إلى محمد فصار اسمه محمد جريجوري، وتزوج مسلمة وصارت له أسرة مسلمة، وتعلم اللغة العربية ليكون قريبا من دينه، وليكون عنده قدرة على الفهم الصحيح لدين الإسلام.
رأي محمد جريجوري عن الرسول
يقول محمد جريجوري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن إلا واحدا من البشر يوحى إليه، اختاره الله ليبشر المؤمنين بالجنة ويحذر الكافرين من النار، وهذا هو معنى قول الله:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضۡلٗا كَبِيرٗا)
وبين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استطاع مواجهة كل الأحزاب والتكتلات التي واجهته وكان على رأس تلك التكتلات أبو لهب، لكن الله نصر نبيه على كل تلك الأحزاب.
لكن المنهجية التي واجه الرسول بها تلك التكتلات هي الحكمة واللين والموعظة الحسنة.
الإسلام لا يفرق بين أجناس البشر
يكمل محمد جريجوري عن الأمور التي أعجبته في الإسلام أنه دين لا يفرق بين أجناس البشر ولا بين ألوانهم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (بعثت إلى الأحمر والأسود).
عالمية الإسلام
قال جريجوري: إن الإسلام دين عالمي؛ لأن كتابه قد اشتمل على كل مناحي الحياة، فقد قنن العلاقة بين الجار وجاره.
ووضع القوانين التي تضبط العلاقة بين أبناء الأسرة الواحدة، حيث بين ما على الزوج تجاه زوجته، وما يجب على الزوجة تجاه زوجها، حتى يصل بالمجتمع إلى أرقى الدرجات.
أبناء جريجوري
يؤكد جريجوري أن أبناءه يسيرون على نفس المنهج الذي يسير عليه، وهو المنهج الذي يجب على كل مسلم أن يسلكه.
فزوجته ترعى البيت والأولاد رعاية كاملة، وهو يشير إلى أن الزوجة إذا صلح أمرها صلح أمر الأولاد، فالزوجة الصاحلة هي مفتاح السعادة للأسرة المسلمة.
واستدل محمد جريجور على ذلك بموقف أم الؤمنين خديجة -رضي الله عنها- أنها كانت خير معين للنبي -صلى الله عليه وسلم- في بدء الرسالة، وكان نسله الطيب منها.
الزوجة سكن لزوجها
أكمل محمد جرجور أن المرأة عندما تكون سكنا حقيقيا لزوجها يكون الزوج كذلك سكنا لها، وإذا لم يستطع الرجل أن يعاشر زوجته التي لا تراعي الله وتحفظ عرضها فالإسلام يأمره بأن يسرحها بإحسان.
فالمرأة الحافظة لنفسها حافظة لزوجها وحافظة لأولادها، يقول الله تبارك وتعالى:
(مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةٗ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِن فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ يُرۡزَقُونَ فِيهَا بِغَيۡرِ حِسَابٖ).
دعاء محمد جريجور
كان من دعاء محمد جريجور عندما أنهى الكلام عن قصة إسلامه أنه دعا بدعاء نبي الله نوح في قول الله تعالى:
(رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا)
عبرة من قصة إسلام محمد جريجور
من خلال الأحداث التي حكاها محمد جريجور المهندس الأمريكي أن من المحطات الأساسية في حياته والتي كانت سببا في إسلامه القدوة الحسنة المتمثلة في صديقه المسلم الذي كان يتمتع بصفات حسنة وأخلاق فاضلة.
ومحافظته على أداء الصلاة في أوقاتها وقراءته القرآن، وهذا نتعلم منه أن القدوة العملية لها أكبر الأثر وتأثيرها أكبر من تأثير الكلام.
ثم ذكر من الأمور التي دعته للإسلام تعاليم الإسلام السامية التي اشتملت على كل جوانب الحياة، والتي عالجت كل تفاصيل الحياة من أجل أن ترقى بمجتمع الإنسان ليكون أرقى المجتمعات.
كل هذه أسباب دعته لاعتناق الإسلام وليكون حريصا على أن يكون له بيت مسلم فتزوج مسلمة وله أبناء يسيرون على نفس منهجه من حب الإسلام والتمسك بتعاليمه.