تعرف على وصف فريضة الزكاة والصدقات في القرآن

ورد الأمر بإيتاء الزكاة والإنفاق في سبيل الله كثيرا، وعالج الإسلام الشح الذي في النفس البشرية من أجل أن تنشط للإنفاق في سبيل الله أكثر، فبين لهم أن من ينفق كأنما يقرض الله، والله هو من يتولى سداد هذا القرض له.

اقتران الصلاة بالزكاة

كثيرا ما يقترن إقام الصلاة بإيتاء الزكاة في القرآن الكريم، وهذا يؤكد أن الصلاة والزكاة هما مظهران من مظاهر الإسلام لا غنى عنهما.

قال الله: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

فإن رجعوا عن الشرك وأسلموا وأقاموا الصلاة بشروطها وأدوا الزكاة لمستحقيها كدليل على صدق توبتهم، فلا تتعرضوا لهم بشيء مما تقدم إن الله عظيم الغفران والرحمة.

عالج الإسلام غريزة حب التملك

الإنسان مفطور على غريزة حب التملك من أجل ذلك عالج الإسلام هذه الغريزة في الإنسان حتى تجود نفسه بالإنفاق في سبيل الله عن طيب نفس.

فبين الله له أن ما ينفقه من ماله إنما قرض يقرضه لله، والله هو الذي يتولى سداد هذا القرض له فقال الله: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ).

وقال الله: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ ‌وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ).

غريزة الشح بالمال

قرر القرآن أن الإنسان مفطور على غريزة الشح بالمال وهي من أعنف الغرائز في النفس البشرية فقال الله: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً).

وقال الله: (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ).

وهذه الغريزة عالجها الإسلام علاجا مستفيضا عندما بين أن ما ينفقه الإنسان من ماله إنما يرد إليه أضعافا.

وأن ما ينفقه اليوم من ماله في سبيل الله إنما هو المال الذي يدخره لنفسه على الحقيقة.

قال الله: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

وقال الله: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ).

وقال: (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ).

الحث على إنفاق المال

كان من حديث القرآن أن حث الناس على الإنفاق في سبيل الله في الليل والنهار والسر والعلن.

وأن يعود المسلم نفسه على الإنفاق دائما بأن تكون أيديهم ندية وأنفسهم سخية.

قال الله: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).

الصدقة يعود نفعها على صاحبها

من فوائد الصدقة أن نفعها يعود على الإنسان نفسه، قال الله: (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).

وقال الله: (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

الصدقات من أحب الأعمال

الصدقات من أجل الأعمال التي يعملها الإنسان في الدنيا وهي من أحب الأعمال التي يتمنى العود للدنيا بعد موته مرة ثانية من أجل أن يتصدق لما يرى من عظيم فضلها في الآخرة.

قال الله: (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ).

المال مال الله

يذكّر القرآن دائما أصحاب المال الذين يبخلون بأموالهم أن المال هو مال الله على الحقيقة، وهو الذي جعل هذا المال ينتقل من غيرهم إليهم.

وعلى هذا فلابد من الاستجابة لأمر الله بإعطاء الفقراء من هذا المال، قال الله: (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ).

وأن حقيقة الإنسان مع هذا المال الذي بين يديه أنه مستخلف عليه ليرى الله صنيعهم بما أنعم الله به عليهم.

قال الله: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ ‌مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).

فمن استجاب لشحه وامتنع عن فعل الخير بإنفاق المال كان من الخاسرين، ومن تغلب على نوازع النفس وشحها كان من المفلحين، قال الله: (مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

إيتاء الزكاة من صفات المؤمنين

جعل الله من صفات المؤمنين أنهم يحافظون على الإنفاق من أموالهم فقال الله: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).

ووعدهم الله بالخير الكثير والأجر العظيم على فعلهم هذا فقال الله: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ

كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)

النهي عن الرياء

لما أمر الله بإيتاء الزكاة والصدقات أمر بأن يترفع الإنسان عن الصفات الإنسانية الخسيسة من التباهي والتعالي على الآخرين بإنفاق هذا المال، والمن عليهم وإيذائهم.

قال الله: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ ‌بِالْمَنِّ ‌وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

الوعيد لمن يبخلون بالإنفاق من أموالهم

توعد الله هؤلاء الذين لا ينفقون من أموالهم ولا يعطفون على المحروم والمسكين، فقال الله: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ

ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ)

Exit mobile version