هناك الكثير من التشريعات التي وضعها الله تساعد الأطفال على تنمية ثقتهم بأنفسهم وتقوي إرادتهم، وقد ورد في السنة النبوية الكثير مما يكون له أكبر الأثر في التنشئة السليمة للأطفال.
تعليم الطفل حفظ الأسرار
من الأساليب التربوية النافعة في تنمية ثقة الأطفال بأنفسهم تربيتهم على ما يقوي إرادتهم بتعويدهم حفظ الأسرار.
عن أنس -رضي الله عنه- قال: خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما، حتى إذا رأيت أني قد فرغت من خدمته،
قلت: يقيل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرجت إلى صبيان يلعبون قال: فجئت أنظر إلى لعبهم،
قال: (فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلم على الصبيان وهم يلعبون، فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبعثني إلى حاجة له، فذهبت فيها، وجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فيء حتى أتيته)
واحتبست على أمي عن الإبان الذي كنت آتيها فيه، فلما أتيتها، قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله في حاجة له،
قالت: وما هي؟ قلت: هو سر لرسول الله قالت: فاحفظ على رسول الله سره،
قال ثابت: قال لي أنس: (لو حدثت به أحدا من الناس أو كنت محدثا به لحدثتك به يا ثابت)[أحمد]
تعويد الطفل على الصيام
الصيام فيه تقوية لعزيمة الأطفال وتنمية لإرادتهم، فقد كان النساء في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- يعودون صبيانهم على ذلك حتى إذا بلغوا مبلغ التكليف لم تكن هناك مشقة عليهم في فعل ما أمر الله به والانتهاء عما نهى الله عنه.
عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم).
قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار)[البخاري]
الثقة الاقتصادية عند الطفل
تنمية الثقة الاقتصادية عند الطفل بتعويده على أمور البيع والشراء وأخذه إلى السوق، فإن هذا ينزع منه الخوف ويعطيه القدرة على التعامل مع الناس.
عن سليمان بن يسار قال: فني علف حمار سعد بن أبي وقاص فقال لغلامه: خذ من حنطة أهلك فابتع به شعيرا ولا تأخذ إلا مثله.
النداء الحسن للطفل
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحسن مخاطبة الأطفال فتارة يسميهم بأسمائهم، وتارة يخاطبهم بلفظ البنوة فيقول يا بني.
عن المغيرة بن شعبة قال: (ما سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد عن الدجال أكثر مما سألته عنه،
فقال لي: أي بني، وما ينصبك منه؟ إنه لن يضرك. قال: قلت: إنهم يزعمون أن معه أنهار الماء وجبال الخبز! قال: هو أهون على الله من ذلك)[مسلم]
وهذا النداء فيه نوع من التلطف واللين وكأنه يقول له أنت عندي بمنزلة ولدي.
وتارة كان رسول الله يخاطب الطفل الصغير بقوله يا غلام، فقد خاطب عبد الله بن عباس وهو غلام صغير بقوله يا غلام.
عن ابن عباس قال: (كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات؛ احفظ الله يحفظك…[الترمذي]
وكان رسول الله يكني الأطفال أحيانا فيقول: يا أبا فلان. وهذا فيه عامل نفسي إيجابي للطفل حيث يشعره بأنه رجل كبير، وذلك بخلاف الأسماء التي تجعل الطفل دائما يشعر بأنه صغير أو دون المستوى.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يداعب طفلا صغيرا : (يا أبا عمير ما فعل النغير)، وهو طائر صغير يشبه العصفور.
الاستجابة لميول الطفل الفطرية
يوجد عند الطفل ميول فطرية إيجابية يميل إليها ويحتاج إليها فإذا تمت الاستجابة لها يشعر الطفل بحالة من الرضى والسعادة ينشرح بها صدره وينطلق بحيوية فيما يطلب منه، وإذا لم تتم الاستجابة لها يزادا غضبا وسخطا.
عن عدي بن حاتم قال: (أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم، وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما دفعت إليه أخذ بيدي وقد كان قال قبل ذلك:
إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي، قال: فقام فلقيته امرأة وصبي معها، فقالا: إن لنا إليك حاجة، فقام معهما حتى قضى حاجتهما…)[الترمذي]
مبدأ التكرار مع الأطفال
من الأمور النافعة في تربية الطفل مبدأ التكرار فتكرار الشيء على مسامعه أكثر من مرة له أثر في ترسيخه في نفسه.
ومن الأدلة على هذا المبدأ قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)[أبو داود]
فهنا يأمرنا رسول الله بتكرار الأمر بالصلاة من سن سبع سنوات والضرب عليها وهم أبناء عشر سنين.
التدرج في التعليم مع الطفل
التدرج في التعليم من أنجح الأساليب في تعليم الأبناء، ويدل على ذلك حديث: مروا أولادكم بالصلاة. فالطفل يحتاج لفترة المشاهدة أولا التي يشاهد فيها والديه يؤديان الصلاة، ثم يحتاج لمبدأ الأمر بها من سن سبع سنوات، ثم يضرب عليها فيكون بذلك قد تحقق مبدأ التدرج وهكذا كل أمر آخر يحتاج لمثل هذا التدرج.
الترغيب والترهيب للطفل
الثواب للمطيع والعقاب للعاصي من المباديء التربوية الناجحة؛ لأن التسيب على طول الخط يجرئ الطفل على المخالفة.
والعقاب في كل الأحوال يجعله ييأس ويتمرد، وكلاهما ينتج طفلا مشوها، لكن الثواب عند الطاعة والعقاب عند المعصية هو الذي يخلق عنه الحماس لفعل الصواب والرهبة من فعل الخطأ.
وهذا هو مبدأ الإسلام في التعامل مع الناس فهناك العقاب الذي يخيف العاصين والثواب الذي يرغب المطيعين.
للاطلاع على المزيد:
- الرفق وتخير الوقت المناسب للنصح والتوسط في تربية الأبناء
- تعرف على كيفية التربية الفكرية والعملية الناجحة للطفل
- تعرف على الأسس التربوية الصحيحة في تأديب الأطفال
- تعرف على الأسس التربوية الناجحة في تربية الأطفال
- تعرف على الأسس التربوية الاجتماعية الصحيحة للطفل
- تعرف على أسس التربية الصحية للطفل في الإسلام