قامت التشريعات العامة للإسلام على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وليس على مبدأ التطابق والتماثل، فما يناسب الرجل قد لا يناسب المرأة.
المساواة بين الرجل والمرأة في الإيمان
ساوى الإسلام بين الذكر والأنثى في الإيمان، فقال الله: (إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ
وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ
وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا).
وجعل الله إيذاء المؤمنة كإيذاء المؤمن فقال الله: (وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا).
المساواة بين الرجل والمرأة في الجزاء
جعل الله الذكر كالأنثى في الجزاء على الأعمال،فقال الله: (وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا).
المساواة في المجال الإنساني
ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة من الناحية الإنسانية فاعترف لها بالإنسانية الكاملة فقال الله:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا).
المساواة في المجال الاجتماعي
أعطى الإسلام المرأة الحق في العمل الاجتماعي من جميع الجوانب وحثها على المشاركة الفعالة من أجل جلب النفع ودفع الضرر عن الناس، فالنساء لهن مثل ما للرجال وعليهن مثل ما عليه.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما، قال: يغتسل، وعن الرجل يرى أن قد احتلم ولا يجد البلل، قال: لا غسل عليه،
فقالت أم سليم: المرأة ترى ذلك أعليها غسل؟ قال: نعم، إنما النساء شقائق الرجال)[أبو داود]
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب.
وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم)البخاري
وعن ثعلبة بن أبي مالك أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة، فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده:
يا أمير المؤمنين، أعط هذا ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي عندك، يريدون أم كلثوم بنت علي، فقال عمر: أم سليط أحق. وأم سليط من نساء الأنصار، ممن بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. قال أبو عبد الله: تزفر تخيط.[البخاري]
المساواة في المجال الاقتصادي
ساوي الإسلام بين الرجل والمرأة في المجال الاقتصادي فأعطاها الحق في تملك المال والحق في العمل وكسب المال، وأعطاهن الإسلام الحق في البيع والشراء والهبة.
المساواة بين الزوجين
اعتنى الإسلام بالمرأة بنتا وزوجة وأما، فأوجب على أبيها أن يقوم بواجب التنشئة الصالحة، وأعطاها الحق في أن تعطي الإذن بالموافقة على من يتقدم للزواج بها؛
لأن هذه هي حياتها ولابد وأن تكون راضية عمن سيكون زوجا لها كما أن هذا من حق الرجل أن يتخير من يريدها زوجة له، لكن جعل الإسلام للرجل حق القوامة على المرأة حتى تكون هناك قيادة لسفينة الحياة الزوجية، وهذا يكون أدعى لاستمرارها ودوامها.
قال الله: (وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَة وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
وجعل الإسلام من حق المرأة على زوجها أن يتزين لها كما أن من حق الرجل على زوجته ان تتزين له.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة.
فما من عمل تعمله المرأة للرجل إلا وعلى الرجل ما يقابله من العمل، فالعلاقة بين الرجل والمرأة متبادلة.
المساواة بين الرجل والمرأة في التعليم
من الأمور التي اهتم بها الإسلام بالنسبة للمرأة هي التعليم حيث أعطاها الحق في التعلم بما يتناسب مع قدراتها وما يحفظ لها كرامتها.
لقد زاحم النساء الرجال في التعلم من النبي -صلى الله عليه وسلم- وطالبن بحقهن في التعلم واستجاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرغبتهن.
وأجمع العلماء على أن كل ما فرضه الله على الرجال فهو مفروض على النساء إلا ما خص الله به الإناث مما يتوافق مع أنوثتهن.
عن أبي سعيد الخدري قال النساء للنبي -صلى الله عليه وسلم-: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن:
(ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار). فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: (واثنين)[البخاري]
وبالغ الإسلام بالعناية بتعليم المرأة حتى جعل أجر من يحسن تعليم المرأة المملوكة ويقوم على إحسان تربيتها ثم يتزوجها يكون له أجران، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم- والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه،
ورجل كانت عنده أمة يطؤها، فأدبها فأحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران)[البخاري]
للاطلاع على المزيد: