موضوعات اسلامية

كيف حث الإسلام على العلم وكيف رفع قدر العلماء

حث الإسلام على العلم وورفع قدر العلماء وكفل للجميع في كل مكان حق التعلم سواء كانوا ذكورا أو إناثا، فالتعليم ركن من الأركان الأساسية في بناء المجتمع وتحقيق التنمية فيه.

الإسلام يحث على العلم

حثنا الإسلام على العلم والتعلم حيث كانت أولى الآيات التي نزلت على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- آيات تحث على القراءة فقال الله:

(‌ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ ).

مكانة العلم العلماء في الإسلام

أشار القرآن الكريم إلى العلم في أكثر من موضع ليبين المنزلة الرفيعة له، والمكانة العالية للعلماء فقال الله:

(‌يَرۡفَعِ ‌ٱللَّهُ ‌ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِير).

فبين الله أنه يرفع المؤمنين في المنزلة عنده ولفظ المؤمنين يشمل أهل العلم منهم، لكن الله أفردهم بالذكر بعد ذكر المؤمنين ليبين المكانة العالية لأهل العلم على غيرهم.

والإنسان كلما ازداد بالله علما كلما ازداد له خشية، والغفلة التي تعتري الإنسان ترجع إما لجهله بربه أو لخبث باطنه فقال الله: (إِنَّمَا ‌يَخۡشَى ‌ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).

والعلماء الذين عناهم الله هنا ليسوا هم أصحاب علوم الشرع فقط، وإنما يشمل كل العلوم التي تبصر الإنسان بخالق هذا الكون سواء كان هذا العلم في علوم البحار، أم علوم الجيولوجيا، أم علوم الإنسان أم الحيوان فهذه الآية وردت بعد ذكر تلك العلوم حيث قال الله:

(أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيض وَحُمۡر مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُود وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا ‌يَخۡشَى ‌ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).

كيف حث الإسلام على العلم وكيف رفع قدر العلماء

فضل العلم النافع

ورد في السنة النبوية ما يبين لنا مكانة العلماء الذين تركوا للناس علوما ينتفع الناس بها، أن هذا من الأعمال النافعة التي ينتفع بها العلماء بعد موتهم.

عن ‌أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو ‌علم ‌ينتفع ‌به، أو ولد صالح يدعو له)[مسلم]

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (‌من ‌سلك ‌طريقا ‌يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)[أحمد]

فضل الخروج لطلب العلم

بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضيلة الخروج لطلب العلم، وأن هذا الخروج في طلب العلم كمن سلك طريقا يوصله للجنة، وأن الملائكة ترضى عن صنيع طالب العلم، وأن طالب العلم يستغفر له كل شيء.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة ‌لتضع ‌أجنحتها رضاء لطالب العلم،

وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب،

إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)[الترمذي]

الرفق في التعلم

من الأمور التي تساعد على تنمية الجانب التعليمي الرفق أثناء ممارسته، فالطفل لا يتمكن من التلقي الجيد للتعليم في جو من الشدة والغلظة بل لابد وأن يكون جانب اللين هو السائد أثناء العملية التعليمية حتى نضمن استمرارية أكثر، وحب أثناء تلك الممارسة، فتكون النتائج أكثر إيجابية.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله ‌يعطي ‌على ‌الرفق ما لا يعطي على العنف).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرفق لا يكون ‌في ‌شيء ‌إلا ‌زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)[مسلم]

فالطفل كلما كبر كلما ازداد ميله للتقدير ممن حوله في مدرسته من أقرانه ومدرسيه، وهذا يجعله يبذل قصارى جهده ليحظى بهذا التقدير.

وإشباع هذه الغريزة في الطفل يبعث في نفسه الاطمئنان الذي يزيد عنده القدرة على الأداء الإيجابي في الناحية التعليمية.

صور من رفق النبي في التعليم

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستخدم الرفق واللين أثناء العملية التعليمية حتى يكون هناك نوع من الحب والتآلف بين المعلم والمتعلم مما يساعد على تسهيل عملية الفهم.

لكن إذا كانت هناك نفرة بين المعلم والمتعلم تكون هناك صعوبة في الاستيعاب والفهم.

عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ عطس رجل من القوم،

فقلت: يرحمك الله! فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واثكل أمياه! ما شأنكم؟ تنظرون إلي. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم.

فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبأبي هو وأمي! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال:

(إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)[مسلم]

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة