الخصائص التي أكرم الله بها نبيه في الآخرة
اختص الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالكثير من الخصائص في الآخرة منها: الوسيلة وهي منزلة في الجنة لا تكون إلا للنبي -صلى الله عليه وسلم- والمقام المحمود، والشفاعة العظمى.
الدعاء بطلب الوسيلة للنبي
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)[البخاري]
والدعوة التامة هي ألفاظ الأذان الذي يدعى إلى الله تعالى به، ووصف الأذان بالتمام لأنه دعوة التوحيد.
والصلاة القائمة التي حضر وقتها وقام الناس لأدائها.
آت محمدا الوسيلة: وهي درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، ويرجو النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون هو ذلك العبد.
فمن فعل ذلك حلت له شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الشفاعة التي تكون بدخول الجنة أو برفع الدرجات.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول،
ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛
فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)[مسلم]
المقام المحمود
قال الله: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)
والمعنى إن الله سيبعثك مقاما محمودا، قال أبو حيّان: وعسى من الله تعالى واجبة حيثما وقعت في القرآن.
فعسى للتحقيق لأن هذا وعد من الله لنبيه والله لا يخلف وعده، فلعل ربك يا محمد يقيمك يوم القيامة مقاما محمودا يحمدك فيه الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة العظمى.
الشفاعة لأهل الموقف
عندما يحشر الناس للحساب ويشتد الأمر عليهم ويتمنون الانصراف ولو إلى النار، يأتون الأنبياء ليشفعوا لهم عند الله، فلا يجرؤ واحد منهم على الشفاعة في هذا الموقف، والكل يقول نفسي نفسي إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول أنا لها.
عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا،
فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا.
فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه فيستحي، ائتونا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربه ما ليس ليه به علم فيستحي،
فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى، عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة. فيأتونه فيقول: لست هناكم،
ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه فيقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه. فيقول: لست هناكم،
ائتوا محمد صلى الله عليه وسلم، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
فيأتونني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقت ساجدا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال:
ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع.
فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي، مثله،
ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود)[البخاري]
نهر الكوثر
مما أنعم الله به على نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن أعطاه الله الخير الكثير والذي منه نهر في الجنة يسمى بنهر الكوثر.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه)[البخاري]
وذكرت عائشة -رضي الله عنها- في قول الله تعالى: (إنا اعطيناك الكوثر) قالت: (نهر أعطيه نبيكم -صلى الله عليه وسلم- شاطئاه عليه در مجوف، آنيته كعدد النجوم)[البخاري]
ووصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا النهر حيث رآه لما عرج به إلى السماء فقال: (أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)[البخاري]
وعن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر، حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، الذي أعطاك ربك، فإذا طينه، أو طيبه، مسك أذفر)[البخاري]
الفرق بين محمد وأحمد
معنى اسم محمد أي أنه أكثر محمود لاشتماله على صفات الخير، فلا يوجد أحد يحمده الناس أكثر من حمدهم لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.
ومعنى أحمد أي أنه أكثر حامد لله، فلا يوجد من هو أكثر حمدا منه لله.