ما هي أسماء وفضائل كلمة التوحيد؟
كلمة التوحيد لها العديد من الأسماء فهي كلمة الإخلاص، وكلمة التقوى، وشهادة الحق، ودعوة الحق، ولأجل النطق بكلمة التوحيد خلق الله الخلق، فقال الله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
إرسال الرسل وإنزال الكتب
من أجل أن يقوم الناس بعبادة الله في الأرض أرسل الله إليهم رسله ليأمروهم بعبادة الله، وأنزل على رسله الكتب التي تعلمهم كيف تكون العبادة لله رب العالمين.
قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ).
وذلك من أعظم ما أنعم الله به على عباده أن علمهم كيف يعبدوه، وكيف تكون طاعته، قال ابن عيينة: “ما أنعم الله عَلَى العباد نعمة أعظم من أن عرَّفهم لا إله إلا الله”.
مفتاح الجنة
كلمة التوحيد هي مفتاح الجنة، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(أتاني آت من ربي، فأخبرني، أو قال: بشرني، أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة). قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق)[البخاري]
ولكي ينال المسلم ها الفضل لابد وأن ينطق كلمة: لا إله إلا الله. بشروطها حتى تكون نافعة له في الآخرة.
قيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك.
كلمة التوحيد نجاة من النار
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار.
فسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (على الفطرة) ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خرجت من النار) فنظروا فإذا هو راعي معزى.[مسلم]
والمعزى اسم جنس لذوات الشعر من الغنم وهي الماعز.
ومعنى الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يغير على بلدة في الحرب إلا بعد سماع أذان الفجر فإن سمع الأذان أمسك وإلا أغار؛
لأن الأذان كان هو الفارق بين بلد الكفر وبلد الإيمان، ولما سمع المؤذن ينطق بقول: الله أكبر . قال على الفطرة. أي على الإسلام.
ولما نطق المؤذن بالشهادتين قال: خرجت من النار. يعني أنه بنطقه بكلمة التوحيد وصحة إيمانه فإن هذا ينجيه من النار.
وهذا يفيد أن الشهادة لله بالتوحيد من ضروراتها الشهادة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة والنبوة.
وفي الحديث أنه يستحب للإنسان إذا كان وحده أن يؤذن وكذلك إذا كان في بادية وحده.
صحائف الذنوب
إن المداومة على كلمة التوحيد تملأ قلب الإنسان نورا، وتزيده يقينا، وترجح على صحائف سيئاته في الآخرة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر،
ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب،
فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فقال: (إنك لا تظلم)، قال: (فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء)[الترمذي]
أفضل الذكر
عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)[ابن ماجه]
فقول لا إله إلا الله أفضل الذكر؛ لأن فيه إثباتا للألوهية لله، ونفيها عن كل ما عداه مما يعبد من الآلهة الباطلة المزعومة، ولأن هذه الكلمة لا يصح للإنسان إيمان بدونها.
مضاعفة الحسنات
النطق بكلمة التوحيد من أفضل الأعمال؛ لأنها تعدل عتق الرقاب في سبيل الله، وهي حرز للإنسان من الشيطان، وبها تضاعف الأعمال.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على شيء قدير.
في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة شيءة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك)[البخاري]
أبواب الجنة الثمانية
بكلمة التوحيد يُفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية حتى يدخل من أيها شاء، فعن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي، فروحتها بعشي،
فأدركت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما يحدث الناس فأدركت من قوله: (ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة)
قال فقلت: ما أجود هذه فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر، قال: إني قد رأيتك جئت آنفا قال:
(ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ (أو فيسبغ) الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء)[مسلم]
الخروج من النار
بفضل كلمة التوحيد لا يخلد أهلها في النار فإنهم وإن دخلوها بسبب بعض ذنوبهم فإنهم لا يخلدون فيها.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عن ربه: (وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله)[البخاري]