عناية الرجل بمساعدة زوجته واهتمامه بنظافته
ينبغي على الرجل أن يعتني بزوجته ويهتم بها ويعتني بنظافته في نفسه، يوهتم بخدمة أهل بيته.
عناية النبي بأهل بيته
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر كغيره من البشر، يفعل ما يفعلون من أمور الدنيا، فيهتم بنظافته في نفسه، ويكون في خدمة أهله في بيته، لكنه وإن كان كغيره من البشر في أمور الدنيا إلا أنه يزيد عليهم بما فضله الله به من الوحي والرسالة.
خدمة الرجل نفسه
كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يقوم بمساعدة زوجته أحيانا في أمور البيت، فعن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ قالت:
كان يكون في مهنة أهله، تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)[البخاري]
فخدمة الرجل نفسه في بيته ليس مما ينقص قدره، وإنما هذا من فعل الأئمة والعلماء والصالحين، قال المهلب: هذا من فعله -عليه السلام- على سبيل التواضع وليسن لأمته ذلك، فمن السنة أن يمتهن الإنسان نفسه فى بيته فيما يحتاج إليه من أمر دنياه وما يعينه على دينه،
وليس الترفه فى هذا بمحمود ولا من سبيل الصالحين، وإنما ذلك من سير الأعاجم.
وفيه: أن شهود صلاة الجماعة من آكد السنن، فلم يتخلف عن ذلك -عليه السلام- إلا فى مرضه، وكان شديد المحافظة عليها.
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها سئلت ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعمل في بيته؟ قالت: (كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم)[أحمد]
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كغيره من البشر يكون في أمور دنياه، فهو واحد من خلق الله، ومن أولاد آدم، شرفه الله وكرمه بالرسالة،
وهذا رد لاعتقاد المشركين الذين يظنون أن الرسول لا يليق به أن يفعل ما يفعله غيره من البشر حتى جعلوه كالملوك الذين يترفعون عن فعل ما يفعله العامة من الناس تكبر وتجبرا.
فقد حكى القرآن هذا عنهم فقال الله: (مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ)
فرد القرآن عليهم اعتقادهم فقال الله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ)
فكان يفعل ما يفعله غيره من البشر تواضعا، وإرشادا لهم إلى التواضع، فكان يزور الضعفاء من الناس، ويعود المرضى ويشهد الجنائز.
الاهتمام بالنظافة الشخصية
من حق الزوجة على زوجها أن تراه نظيفا في نفسه مهتما بهندامه، فليس من حق الزوج على زوجته أن يطالبها بنظافتها بينما هو يهمل نفسه.
فمن حق الزوجة أيضا أن يهتم الزوج بطيب رائحة فمه، فقد سئلت عائشة -رضي الله عنها-: بأي شيء كان يبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته؟ قالت: (بالسواك)[مسلم]
وهذا معناه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربما يكون في موضع يقدم منه إلى بيته فلا يتكلم طول طريقه، ورائحة الفم تتغير بعدم الكلام
فإذا دخل البيت استخدم السواك لتتغير رائحة الفم إلى الأفضل، حتى لا يتأذى أحد من رائحة الفم المتغير وهذا تعليم من النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته.
وعن عائشة -رضي الله عنها- : (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرقد من ليل ولا نهار، فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ)[أبو داود]
وهذا أيضا تعليم من النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته لأن رائحة الفم تتغير بعد القيام من النوم فباستخدام السواك تطيب رائحة الفم فلا يتأذى ملك ولا إنس أثناء الكلام معه، وإذا ذكر الله أو قرأ القرآن فعل ذلك وهو طيب الفم.
طيب رائحة البدن
من السنة أن يهتم الإنسان بطيب رائحة جسده، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حبب إلي من الدنيا النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة)[أحمد]
وقد كان أبو هريرة يُوجِبُ الطِّيبَ وجوب سنّة وأدبٍ.
إكرام الشعر
للزوجة حق على زوجها بأن يهتم بهندامه كما أنه من حق الزوج على زوجته أن تهتم بهندامها ونظافتها، قال الله: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فقد حض النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يكرم الرجل شعره فقال: (من كان له شعر فليكرمه)[أبو داود]
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان)[مسلم]
وفيه جواز أن يدخل المعتكف بيته لضرورة كنظافة ونحوها ثم يعود لمعتكفه ثانيا.
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال: (أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره، ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة، فقال أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه)[أبو داود]
فليس من الزهد ولا التواضع أن يكون الإنسان وسخ الثياب أو يلبس الخلق والمرقع من الثياب، أو أن يكون أشعث الشعر، فإن الله جميل يحب الجمال.
فعن عبد الله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).
قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس)[مسلم]