تعرف على أم حبيبة وأم سلمة وصفية أمهات المؤمنين
تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرة زوجة، ماتت اثنتان منهن في حياته وهما: خديجة بنت خويلة، وزينب بنت خزيمة، وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تسع منهن.
أم حبيبة بنت أبي سفيان
أم حبيبة هي رملة بنت أبي سفيان وقيل: اسمها هند، وأمها صفية بنت أبي العاص وهي عمة عثمان بن عفان.
زوجها قبل النبي
كانت زوجة لعبيد الله بن جحش الأسدي، خرج بها مهاجرا من مكة إلى أرض الحبشة مع المهاجرين.
ثم افتتن وتنصر ومات على النصرانية، وأبت أم حبيبة أن تتنصر.
زواج النبي بأم حبيبة
ثبت الله أم حبيبة على الإسلام بعد أن تنصر زوجها، حتى قدمت المدينة فخطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوجه إياها عثمان بن عفان.
ووي أن الذي كان وكيلا لها هو خالد بن سعيد بن العاص، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-خطبها وهي في أرض الحبشة وأن النجاشي أصدقها عنه.
عن أم حبيبة – رضي الله عنها – قالت: رأيت في المنام كأنَّ زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت فإذا به قد تنصَّر، فأخبرته بالمنام، فلم يحفل به.
وأكبَّ على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي، فقال: يا أم المؤمنين، ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها: أبرهة.
فقالت: إن الملك يقول لك وكِّلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته.
فأعطيت أبرهة سوارين من فضة فلما كان العشي أمر النجاشيُّ جعفر بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه وتشهد، ثم قال:
أما بعد، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إليَّ أنْ أزوجه أم حبيبة، فأجبتُ وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير.
فخطب خالد فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعامًا فأكلوا.
قالت أم حبيبة: فلما وصل إليَّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارًا، قالت: فردتها عليَّ، وقالت: إن الملك عزم عليَّ بذلك، وردَّت عليَّ ما كنت أعطيتها أولاً.
ثم جائتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت به معي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
رأي أبي سفيان في هذا الزواج
ولم يل أبو سفيان أمر نكاحها؛ لأنه كان يومئذ مشركا محاربا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وقد روي أنه قيل له وهو يحارب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن محمدا قد نكح ابنتك فقال: “ذلك الفحل لا يقدع أنفه”.
موقف أم حبيبة من أبيها
ولما نقضت قريش عهدها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل فتح مكة وجاء أبو سفيان إلى المدينة ليجدد عهده مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ودخل على ابنته أم حبيبة لم تتركه يجلس على فراش النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالت له : “أنت مشرك”.
وفاة أم حبيبة
وتزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم حبيبة سنة ست وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين.
أم سلمة بنت أبي أمية
هي أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- واسمها هند.
زوجها قبل النبي
كانت قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي فولدت له سلمة وعمر ودرة وزينب.
زواج النبي بأم سلمة
فلما توفي أبو سلمة تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قديمة الإسلام وكانت ممن هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة.
روت أم سلمة عن قصة هجرتها أن زوجها جهز لها بعيرا ليحملها وولده سلمة عليها إلا أن قومها منعوها من الخروج معه،
فخرج وحده حتى رق لها أهلها وسمحوا لها بالخروج لزوجها، حتى خرجت مهاجرة وحدها ليس معها أحد من خلق الله، فكانت أول ظعينة خرجت وحدها مهاجرة إلى المدينة.
عن أم سلمة قالت: لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوّجه، فبعث النبيّ -صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- يخطبها عليه، فقالت:
أخبر رسول اللَّه -صلّى اللَّه عليه وسلم- أني امرأة غيري، وأني امرأة مصبية، وليس أحد من أوليائي شاهدا.
فقال: (قل لها: أما قولك غيري فسأدعو اللَّه فتذهب غيرتك. وأمّا قولك: إنّي امرأة مصبية فستكفين صبيانك.
وأمّا قولك: ليس أحد من أوليائي شاهدا فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك)النسائي
فقالت لابنها عمر : قم فزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فزوجه.
قوة عقل أم سلمة
ومما يدل على وفور عقلها مشورتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخرج أمام أصحابة فيحل من عمرته فإذا رأوه فعل ذلك فعلوا مثله، ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستجاب الصحابة وحلوا من عمرتهم.
فقد روى البخاري في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه في الحديبية: (قوموا فانحروا ثم احلقوا).
قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيلحقك.
فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا)
وفاة أم سلمة
وماتت أم سلمة سنة تسع وخمسين وصلى عليها أبو هريرة وهي آخر أمهات المؤمنين موتا.
صفية بنت حيي أم المؤمنين
هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران، وأمها برة بنت السموأل.
زوجها قبل النبي
كانت قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عند سلام بن مشكم وكان شاعرا، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وهو شاعر فقتل يوم خيبر.
زواج النبي بها
تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة سبع من الهجرة، روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما جمع السبي في غزوة خيبر جاءه دحية الكلبي فقال: أعطني جارية من السبي، فقال :
اذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حيي فقيل: يا رسول الله إنها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: خذ جارية من السبي غيرها، فاصطفاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه وصارت في سهمه ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها، وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها وكانت إحدى أمهات المؤمنين.
موقف أمهات المؤمنين منها
يروى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على صفية وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان:
نحن خير من صفية، نحن بنات عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه. قال:
ألا قلت لهن: كيف تكن خيرا مني، وأبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وفاة صفية
وكانت صفية حليمة عاقلة فاضلة، وتوفيت في شهر رمضان في زمن معاوية سنة خمسين.