من هم العشرة المبشرون بالجنة؟ وهل المبشرون بالجنة عشرة فقط؟

بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة من الصحابة بالجنة في مجلس واحد وهم أحياء، لكن ليس هؤلاء فقط هم الذين بشرهم رسول الله بالجنة، فهناك آخرون بشرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة.

هل المبشرون بالجنة عشرة فقط؟

المبشرون بالجنة أكثر من عشرة، فقد نص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أناس كثيرين غير العشرة منهم:

الحسن والحسين فقال -صلى الله عليه وسلم-: (الحسن والحسين ‌سيدا ‌شباب ‌أهل الجنة)[الترمذي]

وورد النص على أن خديجة -رضي الله عنها- من أهل الجنة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:

أتى جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ‌ببيت ‌في ‌الجنة من ‌قصب لا صخب فيه ولا نصب)[البخاري]

وبشر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة بأنها من أهل الجنة، فقد روت عائشة -رضي الله عنها- قالت:

أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مرحبا بابنتي). ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله.

ثم أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا ‌فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال.

فقالت: ما كنت لأفشي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألتها.

فقالت: أسر إلي: (إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي). ‌فبكيت،

فقال: (أما ترضين أن تكوني سيدة أهل الجنة، أو نساء المؤمنين).‌فضحكت لذلك.[البخاري]

ما سبب اشتهار أن المبشرين بالجنة عشرة؟

سبب اشتهار أن المبشرين بالجنة عشرة هو أنهم بشروا بالجنة في مجلس واحد، وكونهم مبشرين بالجنة لا ينف هذا الأمر عن غيرهم.

فقد بشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير غيرهم، فمنهم من بشره رسول الله بالجنة في حال حياتهم كالعشرة المبشرين بالجنة وكالحسن والحسين وفاطمة.

ومنهم من بشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنهم من أهل الجنة بعد موتهم كما أخبر رسول الله عن عبد الله بن حرام والد جابر بن عبد الله.

عن جابر بن عبد الله قال: لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد، لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (يا جابر، ما لي أراك منكسرا؟)

قال: يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالا ودينا، قال: (أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟) قال: بلى يا رسول الله.

قال:(ما كلم الله أحدا قط ‌إلا ‌من ‌وراء ‌حجاب، وكلم أباك كفاحا، فقال: يا عبدي، تمن علي أعطك. قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية.

فقال الرب سبحانه: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب، فأبلغ من ورائي. قال: فأنزل الله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)[ابن ماجه]

حديث العشرة المبشرين بالجنة

الحديث الذي ورد فيه ذكر العشرة المبشرين بالجنة هو حديث عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

(‌أبو ‌بكر ‌في ‌الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)[الترمذي]

وهذا الحديث معناه أنه محكوم لكل واحد ممن ورد ذكره في الحديث بأنه من أهل الجنة وهو في دار الدنيا، وهؤلاء العشرة هم:

أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبو عبيدة بن الجراح.

أبو بكر الصديق

هو عبد الله بن أبي قحافة واسم أبي قحافة عثمان بن عامر، القرشي التميمي، وأمه أم الخير واسمها سلمى بنت صخر.

صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغار، وأحب أصحابه إليه، وهو أول من تولى الخلافة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

توفي أبو بكر وهو ابن ثلاث ستين سنة وهو نفس سن النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم وفاته.

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أمير المؤمنين، ولد عمر بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.

أسلم عمر بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة، وكان إسلامه عزا حيث ظهر به الإسلام، وهو من المهاجرين الأولين، وشهد غزوة بدر وبيعة الرضوان، وشهد المشاهد مع رسول الله.

وتوفي رسول الله وهو عنه راض، وولي الخلافة بعد أبي بكر حيث بويع بالخلافة في يوم موت أبي بكرسنة ثلاث عشرة، وكان عصره عصر فتوحات حيث فتح الشام والعراق ومصر، وهو أول من دون الدواوين، وهو أول من سمي بأمير المؤمنين.

قتله أبو لؤلؤة المجوسي بست طعنات وهو في الصلاة إحداهن تحت سرته وهي التي قتلته، سنة ثلاث وعشرين، وكان سن عمر يوم توفي ثلاث وستون سنة كسن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر يوم وفاتهما.

عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وزوجته رقية بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- هاجر إلى الحبشة بزوجته وكان أول خارج إليها.

ثم ماتت رقية فتزوج بأم كلثوم ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان يلقب بذي النورين، وقد بويع بالخلافة بعد عمر بن الخطاب فكان أميرا للمؤمنين، وقد ورد في حقه الكثير من الفضائل، وقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سنة خمس وثلاثين.

علي بن أبي طالب

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمير المؤمنين، تولى الخلافة بعد عثمان بن عفان، وشهد بدار وهو ابن عشرين سنة.

وشهد المشاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قتله عبد الرحمن بن ملجم سنة سنة أربعين بالكوفة وهو ابن ثلاث وستين سنة.

طلحة بن عبيد الله

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي، وهو من السابقين في الإسلام وهو أحد أصحاب الشورى، ولم يشهد بدرا لأنه كان بالشام، وشهد غزوة أحد والمشاهد كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وقتل طلحة سنة ست وثلاثين وكان عمره ستين سنة قتله مروان بن الحكم بسهم رماه في ركبته فجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت رجله وإذا تركه جرى فقال: دعوه فإنما هو سهم أرسله الله تعالى فمات منه.

الزبير بن العوام

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وابن أخى خديجة بنت خويلد زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وهاجر إلى الحبشة وإلى المدينة، وشهد المشاهد كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو من الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، قتله ابن جرموز سنة ست وثلاثين في خلافة علي بن أبي طالب.

عبد الرحمن بن عوف

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة، أحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عمر عن رسول الله أنه مات وهو عنهم راض.

ولد بعد الفيل بعشر سنين، وأسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدار والمشاهد كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مات سنة إحدى وثلاثين، وعاش اثنتين وسبعين سنة، ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان.

سعد بن أبي وقاص

هو سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن وهيب، أسلم بعد ستة أسلموا وكان عمره يوم أسلم سبع عشرة سنة.

وهو أحد سادات الصحابة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عمر أن رسول الله توفي وهو عنه راض.

شهد بدار والمشاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أول من أراق دما في سبيل الله، وأول من رمى بسهم في سبيل الله.

لما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولم يكن مع أحد من الأطراف المتحاربة، توفي بالعقيق على بعد سبعة أميال من المدينة فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة فأدخل المسجد وصلى عليه مروان، سنة خمس وخمسين.

سعيد بن زيد

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وكان صهر عمر حيث كان زوجا لأخته فاطمة بنت الخطاب.

أسلم قديما قبل عمر هو وامرأته فاطمة، وكان من المهاجرين الأولين، وشهد المشاهد مع رسول الله، وتوفي سعيد بن زيد سنة خمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة بالعقيق من نواحي المدينة.

أبو عبيدة بن الجراح

هو عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري، هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- والمشاهد كلها.

وكان من كبار الصحابة وفضلائهم، وهو أمين هذه الأمة، توفي رضي الله عنه وهو ابن ثمان وخمسين سنة في طاعون عمواس، سنة ثمان عشرة بالأردن من الشام وبها قبره.

Exit mobile version