أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي أثبتها الله لنفسه في كتابه، وأثبتها له نبيه -صلى الله عليه وسلم- في سنته، ومعرفة أسماء الله الحسنى من أشرف العلوم؛ لأن شرف العلم يكون بشرف المعلوم.
الدليل على أسماء الله من القرآن
يوجد العديد من الآيات التي تبين أن لله أسماء حسنى، منها قول الله: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وقول الله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
وهناك آيات ذكر الله فيها عددا من الأسماء الحسنى، كقول الله: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
الدليل على أسماء الله من السنة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة)البخاري
ومعنى الإحصاء في الحديث فسره العلماء بتفسيرات عدة منها:
1 – أحصاها أي حفظها.
2 – أحصاها أي يعدها حتى يستوفيها جميعها، فيدعوا الله بجميعها.
3 – أحصاها أي أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها، بأن يلزم نفسه بموجبها، فمن قال: الخالق. وثق بأنه هو الخالق ولا خالق سواه.
4 – أحاط بجميع معانيها.
ولا تعارض بين هذه المعاني لأنه يراد من المسلم جميعها بأن يحفظها ويحيط بمعانيها ويؤمن بما تشتمل عليه.
تعيين أسماء الله الحسنى
إن الصحيح الذي ورد في السنة عن أسماء الله الحسنى هو ذكر أن لله تسعة وتسعين اسما، وأما تحديد هذه الأسماء فلم يرد إلا في حديث أبي هريرة وقد رواه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد من أحصاها دخل الجنة،
هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب
الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير
الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد
المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي
البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام، المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور)
وقال الترمذي عقب هذا الحديث:
هذا حديث غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح: وهو ثقة عند أهل الحديث
وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم في كبير شيء من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث.
وقد روى آدم بن أبي إياس، هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح.
فالحديث الذي حدد أسماء الله الحسنى بذكرها حديث ضعيف، لكن الجزء الأول منه الذي بين أن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، صحيح رواه البخاري وغيره، فتعيين هذه الأسماء ليس من كلام النبي وإنما هو مدرج من كلام أحد الرواة واجتهاد منه.
الاجتهاد في تحديد أسماء الله الحسنى
اجتهد عدد من العلماء في تحديد أسماء الله الحسنى بالنظر فيما ورد في القرآن، وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووضعوا لذلك ضوابط لاستخراج هذه الأسماء.
فمن هؤلاء الذين عدوا أسماء الله الحسنى عدد من الأئمة منهم: سفيان بن عيينة وابن حزم، والقرطبي، وابن العربي المالكي، وابن حجر.
وعلى هذا فهي محل اجتهاد ونظر للعلماء وليس هناك تحديد معين للأسماء، والحديث الذي ورد بتعيين الأسماء الحسنى إنما هي مدرجة من الرواة وليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ما عدد أسماء الله الحسنى؟
أسماء الله الحسنى لا تنحصر في كونها تسعة وتسعين فقط بل هي أكثر من هذا بكثير، ولا تنحصر فيما يعلمه الأنبياء والملائكة وجميع ما خلقه الله.
ودليل ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (ما قال عبد قط إذا أصابه هَمُّ وحَزَنٌ:
اللهمِ إني عبدُك وابنُ عبدك وابنُ أَمَتك، ناصيتي بيدكِ، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عدْلٌ في قضاؤك،
أسألك بكل اسم هو لك سمَّيْتِ به نفسَك، أو أنزلتَه فيِ كتابك، أو عَلّمته أحدِاً من خَلْقك، أو استأثرت به في علم الغيبِ عندك،
أن تجعل القرآنَ ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاءَ حزني، وذَهَاب هَمِّي، إلَاّ أذهب الله عز وجل هَمَّه، وأبدله مكان حُزْنه فَرَحاً)، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم
هؤلاء الكلمات؟، قال: (أجَلْ، ينبغى لمن سمعهنَّ أن يتعلمهنّ).
فهناك أسماء استأثر الله بها نفسه في علم الغيب لا نعلمها.
هل يسمى الله بالأفعال التي نسبها لنفسه؟
هناك بعض من الأفعال أطلقها الله على نفسه على سبيل العدل والمقابلة، لا يجوز لنا أن نسمى الله بها، ولا تطلق على الله في غير السياق الذي وردت فيه.
قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ).
وقال الله: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
فلا يجوز أن نسمي الله خادعا أو ماكرا.
معنى الإلحاد في أسماء الله
نهانا الله عن اتباع الذين يلحدون في أسماء الله فقال: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) الإلحاد معناه العدول عن القصد ويقصد بالإلحاد الميل والجور، وهو يشتمل على أمور:
1 – إلحاد المشركين حيث تجاوزوا بأسماء الله عن حقيقتها بالزيادة والنقصان فسموا بها آلهتهم، فاشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز.
2 – وإلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله ويشبهونها بصفات خلقه.
3 – إلحاد النفاة الذين نفوا ما تضمنته الأسماء من صفات الكمال ومنهم من صرح بنفي الأسماء وما تدل عليه من الصفات.
للاطلاع على المزيد: