خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، أم المؤمنين، هي أول زوجة تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأول من أسلم من الرجال والنساء.
حياة خديجة قبل الزواج من النبي
كانت خديجة بنت خويلد تدعى في الجاهلية بالطاهرة، وأمها هي فاطمة بنت زائدة، وكانت زوجة عتيق بن عمر بن مخزوم قبل أن يتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فولدت لعتيق هند بن عتيق، لذلك كانت تكنى به.
ثم تزوجها بعد عتيق أبو هالة مالك بن النباش، فولدت له هند بن أبي هالة، وهالة بن أبي هالة، فهند بن عتيق وهند وهالة بن أبي هالة كلهم إخوة لأبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- من جهة الأم.
سبب زواج خديجة بالنبي
سبب زواج خديجة من النبي -صلى الله عليه وسلم- ما علمته من صدق حديثه وأمانته وكرم أخلاقه.
وكانت خديجة تاجرة ذات شرف ومال، فعرضت عليه أن يخرج بتجارة لها للشام، وكان معه غلامها ميسرة.
ورأى ميسرة ما رأى من حسن معاملته وأمانته وصدقه، وما ظهر على يديه من الكرامات، فلما رجع أخبر خديجة بما رأى فعرضت نفسها عليه، فأخبر أعمامه وذهب للزواج منها.
من الذي زوج خديجة للنبي؟
الذي زوج خديجة للنبي -صلى الله عليه وسلم- عمها عمرو بن أسد لما خطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة قال عمها: “محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هذا الفحل لا يقدع أنفه”.
سن خديجة يوم زواجها وموتها
لما تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خديجة كان سنها أربعون عاما، وكان رسول الله ابن خمس وعشرون سنة.
وتوفيت وسنها أربع وستون سنة وستة أشهر، فمكثت معه أربعا وعشرين عامان.
خديجة أول من آمن بالنبي
قال ابن إسحاق: “كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله، وصدق محمدا -صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به عن ربه وآزره على أمره.
فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له إلا فرج الله عنه بها، تثبته وتصدقه، وتخفف عنه، وتهون عليه ما يلقى من قومه”.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أول من آمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من الرجال والنساء خديجة بنت خويلد.
أولاد النبي من خديجة
لم يختلف العلماء أن أولاد النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم من خديجة، إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وقد مات صغيرا.
فولدت له خديجة ذكورا وبنات وهم: القاسم وهو أكبر ولده، ومات صغيرا بمكة، ثم زينب ثم عبد الله وكان يقال له الطيب والطاهر ولد بعد النبوة ومات صغيرا أيضا بمكة، ثم رقية ثم أم كلثوم، ثم فاطمة.
وقد أدرك بناته كلهن الإسلام فأسلمن وهاجرن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة.
قال أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: “لا يختلفون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج في الجاهلية غير خديجة،
ولا تزوج عليها أحدا من نسائه حتى ماتت، ولم تلد له من المهارى غيرها، وهي أول من آمن بالله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-“.
فضائل خديجة
ورد في فضائل أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- الكثير من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تبين لنا مكانتها وفضلها منها:
بشارة جبريل لها ببيت في الجنة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)[البخاري]
وهي سيدة نساء العالمين، عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (حسبك من نساء العالمين: مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون)[الترمذي]
وفاء النبي لخديجة بعد موتها
عبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن وفائه وحبه لخديجة -رضي الله عنها- بعد موتها في أكثر من مناسبة، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
(ما غرت على امرأة للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن)البخاري
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى عليها، فأحسن الثناء.
قالت: فغرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق، قد أبدلك الله -عز وجل- بها خيرا منها، قال:
(ما أبدلني الله -عز وجل- خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله -عز وجل- ولدها إذ حرمني أولاد النساء)[أحمد]
وفاة خديجة
توفيت أم المؤمنين خديجة قبل الهجرة بثلاث سنوات، ودفنت في الحجون.
قال ابن إسحاق: وتوفي أبو طالب وخديجة قبل مهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بثلاث سنين.
قال: فلما توفي أبو طالب خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة، ثم رجع من الطائف إلى مكة.
قال أبو عمر: يقال إنها كانت وفاتها بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام.
للاطلاع على المزيد: