السيرة النبوية

تعرف على عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم

عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمها أم رومان بنت عامر، ولدت عائشة بعد المبعث بأربع سنين أو خمس.

متى تزوج النبي بعائشة

كان زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة بعد موت خديجة بثلاث سنين، حيث ماتت خديجة قبل هجرته إلى المدينة بثلاث سنين.

وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة قبل الهجرة بسنتين، وقيل: بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين وقيل: سبع سنين، ودخل بها بالمدينة وهي ابنة تسع سنين.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (تزوجني النبي -صلى الله عليه وسلم- ‌وأنا ‌بنت ‌ست سنين، فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن خزرج،

فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان، وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها،

لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي،

ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني،

فلم يرعني إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحى، فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين)[البخاري]

وكان زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة في شهر شوال، وكانت تحب أن تزوج غيرها في هذا الشهر.

عن ‌‌عائشة -رضي الله عنه- قالت: (تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ‌شوال، وبنى بي في ‌شوال،

فأي نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أحظى عنده مني؟ قال: وكانت ‌عائشة تستحب أن تدخل نساءها في ‌شوال)[مسلم]

شبهة زواج النبي بعائشة وهي صغيرة

لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول الخاطبين لعائشة، بل كانت تذكر لجبير بن مطعم ليتزوجها، مما يدل على كمال نضجها وأنوثتها.

من المعروف طبيا أن البلوغ يكون في المناطق الحارة أسرع منه في المناطق الباردة.

لو كان زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة في هذا السن الصغير يطعن في نبوته لكان أولى الناس بذلك المشركون من قريش، لكن عدم طعنهم يدل على أن هذا من الأمور المعروفة عندهم.

وزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة -رضي الله عنها- وهي هذا السن، ليس بأشد من زواج مريم -عليها السلام- وهي بنت 12 عاما من يوسف النجار وهو يزيد على التسعين عاما، كما يقول النصارى.

تزوج النبي عائشة بأمر من الوحي

تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة -رضي الله عنها- بأمر من الوحي حيث أريها في المنام يقال له هذه زوجتك، ورؤيا الأنبياء وحي من الله.

عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: (أريتك في المنام مرتين، أى أنك في ‌سرقة ‌من ‌حرير، ويقال: هذا امرأتك، فاكشف عنها، فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه)[البخاري]

عائشة هي البكر الوحيدة

لم يتزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكرا غير عائشة، واستأذنت رسول الله أن تكنى بأم فلان لأنها لم تلد فقال لها: اكتني بابنك عبد الله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر.

قال ابن حجر: “وفي الصّحيح أيضا لم ينكح بكرا غيرها، وهو متفق عليه بين أهل النقل، وكانت تكنى أم عبد اللَّه، فقيل: إنها ولدت من النبي -صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- ولدا فمات طفلا، ولم يثبت هذا. وقيل كناها بابن أختها عبد اللَّه بن الزبير.

عمر عائشة يوم وفاة النبي

توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عائشة -رضي الله عنها- وهي بنت ثمان عشرة سنة، وقد مكث رسول الله معها تسع سنين.

عن ‌عائشة -رضي الله عنها- (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بنت سبع سنين، وزفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبها معها، ومات عنها وهي ‌بنت ‌ثمان ‌عشرة)[مسلم]

فضائل عائشة

كان لعائشة -رضي الله عنها- الكثير من الفضائل التي جعلتها ترجح على غيرها من زوجات النبي -صلى الله عليه سلم-، فقد بين رسول الله فضلها على غيرها من النساء.

عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن ‌فضل ‌عائشة ‌على ‌النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)[البخاري]

وكانت أحب زوجات النبي إليه وابنة أحب الرجال إليه، عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: ‌أي ‌الناس ‌أحب ‌إليك؟ قال: (عائشة).

فقلت: من الرجال؟ فقال: (أبوها). قلت: ثم من؟ قال: (عمر بن الخطاب). فعد رجالا.[البخاري]

براءة عائشة من الإفك

قد أنزل الله في براءة عائشة -رضي الله عنها- من الإفك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، فقال الله: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا ‌بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإقامة الحد على من وقع في عائشة من المسلمين بعد أن أنزل الله براءتها في القرآن.

قال أبو عمر: “أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجلدوا الحد ثمانين فيما ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر”

علم عائشة

طال عمر عائشة -رضي الله عنها- بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- واحتاج الناس إلى علمها، فنفع الله بها، وتحدث الكثير عن علم عائشة -رضي الله عنها- وبينوا فضلها على غيرها.

فقال مسروق: “رأيت المشيخة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض”.

وقال عطاء بن أبي رباح: “كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة”.

وقال الزهري: “لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل”.

روت عائشة عن النبي -صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- الكثير من الأحاديث.

وفاة عائشة

توفيت عائشة -رضي الله عنها- سنة سبع وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، أمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع.

وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله ابن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر.

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة