السيرة النبوية

إخوة النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة

لم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- إخوة من النسب، وذلك لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مات أبوه وهو في بطن أمه، وكان أول مولود لأبيه وأمه.

حمزة بن عبد المطلب

هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يكنى أبا عمارة وأبا يعلى، بابنيه عمارة ويعلى.

وحمزة أخو النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، وحليمة السعدية.

روى البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ‌ألا ‌تتزوج ‌بنت ‌حمزة؟ قال: (إنها ابنة أخي من الرضاعة).

ولم يسلم من أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا حمزة والعباس، وقد أسلم حمزة في السنة الثانية من المبعث، وقيل: كان إسلام حمزة في السنة السادسة من مبعثه صلى الله عليه وسلم.

شهد حمزة بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا، وشهد غزوة أحد بعد بدر ومات فيها شهيدا، حيث قتله وحشي بن حرب الحبشي، وبقرت هند بنت عتبة بطن حمزة فأخرجت كبده، وجعلت تلوك كبده.

قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة)[الحاكم]

أبو سلمة بن عبد الأسد

هو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزومي، وأمه برة بنت عبد المطلب عمة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويكنى بأبي سلمة.

وأبو سلمة كان أخا للنبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة، حيث أرضعتهما وحمزة ثويبة مولاة أبي لهب.

عن عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها: أنها قالت: يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان،

فقال: (أوتحبين ذلك). فقلت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في الخير أختي.

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن ذلك لا يحل لي). قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن ‌تنكح ‌بنت ‌أبي ‌سلمة؟ قال: (بنت أم سلمة). قلت: نعم.

فقال: (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن)[البخاري]

أسلم أبو سلمة قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر هو وزوجته أم سلمة بنت أبي أمية إلى الحبشة، وله منها سلمة وعمر وزينب ودرة، وشهد غزوة بدر.

وتوفي أبو سلمة سنة ثلاث من الهجرة وقال عند وفاته: اللهم اخلفني في أهلي بخير.

فتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة وكان ربيبا لأبنائه: عمر وسلمة وزينب.

أبو سفيان بن الحارث

هو المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ويكنى بأبي سفيان بن الحارث، وقد غلبت عليه كنيته، وأمه غزية بنت قيس.

وهو ابن الحارث عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخو رسول الله من الرضاعة حيث أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية.

وكان أبو سفيان بن الحارث من الذين يشبهون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وكان أبو سفيان بن الحارث من الشعراء وقد قال شعرا في هجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فأجابه حسان بن ثابت فقال:

ألا أبلغ أبا سفيان عني * مغلغلة فقد برح الخلفاء

هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء.

ثم أسلم أبو سفيان بن الحارث وحسن إسلامه، وقيل : إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حياء منه.

وكان إسلامه في يوم الفتح قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة حيث لقي رسول الله هو وولده جعفر بالأبواء فأسلم.

وقيل : لما لقي أبو سفيان رسول الله أعرض عنه فقال علي بن ابي طالب لأبي سفيان بن الحارث: إيت رسول الله من قبل وجهه فقل له ما قال أخوة يوسف ليوسف: (تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين).

فإنه لا يحب أن يكون أحد أحسن قولا منه، ففعل أبو سفيان فرد عليه رسول الله وقال: (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وهو أرحم الراحمين)، فقبل رسول الله إسلامه، وقال أبو سفيان شعرا في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وقد شهد أبو سفيان بن الحارث غزوة حنين وأبلى فيها بلاء حسنا، وقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: أرجوا أن تكون خلفا من حمزة. وهو معدود في فضلاء الصحابة.

مات أبو سفيان سنة عشرين من الهجرة وكان سبب موته أنه حج فلما حلق الحلاق رأسه قطع ثؤلولا كان في رأسه فلم يزل مريضا منه حتى مات، وصلى عليه عمر بن الخطاب.

عبد الله بن الحارث

هو عبد الله بن الحارث السعدي، كان أخو النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة، وهو الذي شرب مع رسول الله وأنيسة بنت الحارث، أرضعتهما حليمة السعدية.

آسية بنت الحارث

هي آسية بنت الحارث السعدية أخت النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة، كما ورد في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر. ويقال اسمها أنيسة.

الشيماء بنت الحارث

هي حذافة بنت الحارث السعدية وقيل: اسمها خِذَامة وقيل: جُدامة، أخت النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة وهي بنت حليمة السعدية.

قال ابن إسحاق: يقال لها الشيماء غلب عليها ذلك فلا تعرف في قومها إلا به، وذكروا أن الشيماء كانت تحضن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أمها لما كان عندها.

روي أنها أسلمت ووصلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصلة.

مواضيع ذات صلة