أبناء أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم
أبناء أبي طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- هم: طالب وعقيل وجعفر وعلي وأم هانئ.
من أسلم من أبناء أبي طالب
لم يسلم طالب من أبناء أبي طالب، والباقون أسلموا وصدقوا النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن منهم من كان من السابقين ومنهم من تأخر إسلامه.
أم هانئ بنت أبي طالب
أمُّ هانئ أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب اسمها فاختة وقيل : هند بنت عم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأمها فاطمة بنت أسد، وهي أخت علي بن أبي طالب وجعفر وعقيل، تأخر إسلامها، حيث أسلمت عام الفتح، ولما أسلمت هرب زوجها هبيرة إلى نجران، وفرق الإسلام بينها وبين زوجها.
وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها يوم فتح مكة، وصلى عندها صلاة الضحى ثماني ركعات.
روى البخاري في صحيحه عن ابن أبي ليلى قال: ما أنبأنا أحد أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى الضحى غير أم هانئ، ذكرت:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة اغتسل في بيتها، فصلى ثمان ركعات، فما رأيته صلى صلاة أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود.
روى أصحاب الكتب الستة وغيرهم أحاديث عن أم هانئ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وعاشت أم هانئ بعد أخيها علي بن أبي طالب.
عقيل بْن أَبِي طالب
هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، يكنى أبا يزيد، وهو أكبر أخوته وآخرهم موتا،
فهو أكبر من أخيه جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أكبر من علي بعشر سنين.
وكان عقيل من أعلم الناس بأيام العرب، لكنهم كانوا يبغضونه؛ لأنه كان يعد مساويهم، من أجل ذلك عادوه واتهموه بالحمق واختلقوا عليه الكثير من الأحاديث، ومما أعانهم على ذلك مغاضبته لعلي بن أبي طالب أخيه وخروجه إلى معاوية بالشام.
قدم عقيل إلى البصرة ثم نزل الكوفة ثم أتى بلاد الشام في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
خرج عقيل في غزوة بدر مع المشركين مكرها، ووقع أسيرا ففداه عمه العباس، ثم أتى مسلما قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة.
وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقدم ابنه مسلم إلى الكوفة نائبا للحسين واستشهد سنة 59هـ واستشهد محمد وعبد الرحمن ابنا عقيل بن أبي طالب في كربلاء.
جعفر بن أبي طالب
هو جعفر بن أبي طالب يسمى يلقب بالطيار، وأسلم قديما، وهو شقيق علي بن أبي طالب وكان أكبر منه بعشر سنين.
وهاجر إلى الحبشة ومعه زوجته أسماء بنت عميس، وكان أميرا على المهاجرين الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، وهو الذي ألقى خطبته أمام ملك الحبشة.
وقدم من الحبشة إلى المدينة في السنة السابعة من الهجرة، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خرج في غزوة خيبر،
فانطلق جعفر للقاء النبي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: (ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر).
ومن فضائل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: (أشبهت خلقي وخلقي)[البخاري]
وشهد غزوة مؤتة واستشهد فيها، وقد قطعت يداه في تلك الغزوة، وكان عمره يوم قتل إحدى وأربعين سنة.
علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو الحسن، هو أول من أسلم من الصبيان، وزوجته فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبنائه الحسن والحسين.
وله أبناء آخرون من غير فاطمة -رضي الله عنها- حيث تزوج بعد موت فاطمة.
ولد قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين، ورباه النبي -صلى الله عليه وسلم- ونشأ في حجره،
وشهد مع رسول الله المشاهد كلها إلا غزوة تبوك،
حيث قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- حين خرج إلى تبوك، وخلفه على أهله وعياله، وأمره أن يقيم فيهم: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)[البخاري]
فكان علي بن أبي طالب كهارون حين خلفه موسى -عليهما السلام- على بني إسرائيل لما ذهب لميقات ربه.
وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلّم- بين المهاجرين والأنصار حين هاجر إلى المدينة قال له: أنت أخي.
فضائل علي بن أبي طالب
وله الكثير من المناقب حيث قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي. وكان ذلك بسبب بغض بني أمية له فكان كل من عنده شيء من مناقبه حدث به نكاية في بني أمية واعترافا بفضله.
لكن الرافضة وضعوا كثيرا من المناقب على علي بن أبي طالب هو في غنى عنها.
وله الكثير من المناقب منها : أن معاوية بن أبي سفيان أمر سعد بن أبي وقاص فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب، قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلن أسبه.
لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي)
وسمعته يقول يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) قال: فتطاولنا لها، فقال: (ادعوا لي عليا، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينه)، فدفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
وأنزلت هذه الآية: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)، دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: (اللهم هؤلاء أهلي)[الترمذي]
وكان واحدا من أهل الشورى الذين اختارهم عمر لاختيار الخليفة من بعده، وقد انتهت هذه الشورى باختيار عثمان بن عفان خليفة للمسلمين.
فلما قتل عثمان بايع الناس علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين، ثم قام جماعة من الصحابة يطالبون عليا بدم عثمان منهم طلحة والزبير وعائشة فكانت وقعة الجمل.
ثم قام بعد ذلك معاوية بن أبي سفيان مطالبا بدم عثمان وكان أميرا على الشام لعثمان قبل قتله ولعمر قبل عثمان، فكانت وقعة صفين.
وقتل علي بن أبي طالب ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة، وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف.