في العام الثاني من هجرة النبي –صلى الله عليه وسلم- حدثت أحداث كثيرة، ونزلت تشريعات جديدة فرضها الله على المسلمين.
تحويل القبلة
من الأحداث التي حدثت في العام الثاني من الهجرة حدث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وكان هذا هو ما يتمناه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن تكون قبلته هي قبلة أبيه نبي الله إبراهيم،
وقد ذكر الله تعالى هذا الحدث في كتابه فقال: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُون).
فرض الصيام والزكاة
في هذا العام فرض الله تعالى على عباده فريضتي صيام رمضان وزكاة الفطر، وصلى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول صلاة عيد في هذا العام.
الإذن بالقتال
كان من تشريعات هذا العام الإذن بالقتال، فقد مكث النبي –صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاثة عشر عاما يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى كان العام الثاني من الهجرة فأذن الله بالقتال والدفاع عن الإسلام فقال الله:
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) والإذن لا يكون إلا بعد المنع، والجهاد في الإسلام مشروع من أجل تأمين دعوة الإسلام، والانتصاف للمظلوم من الظالم، ونشر السلام والأمان في الأرض.
غزوة بدر الكبرى
كذلك كان من أحداث هذا العام غزوة بدر الكبرى والتي كان سببها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج هو وجماعة من أصحابه ليأخذوا عيرا لقريش قادمة من الشام مقابل ما فقدوه من أموالهم وديارهم في مكة، فنجت العير بعد أن أرسل أبو سفيان لقريش يستنجدهم، وجاءت قريش بخيلائها، وأراد الله أن يلتقي الفريقان، فنصر الله الإسلام وأهله، وأذل الشرك وحزبه.