لما استقر المسلمون بالمدينة آخى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار وكانت أخوة تعاون وتوراث، حتى عز الإسلام فنسخ الله أخوة التوارث وقال: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله).
إيثار الأنصار
لقد ضرب الأنصار أروع الأمثلة في الإيثار ففتحوا قلوبهم وبيوتهم لإخوانهم وآثروهم على أنفسهم حتى بلغ من إيثارهم أنهم كان يتقاسمون أموالهم مع إخوانهم من المهاجرين،
وقابل المهاجرون ذلك بالعفة وعدم الطمع، فهذا هو عبد الرحمن بن عوف يقول لأخيه الأنصاري: بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق، فباع وابتاع حتى صار له مال وتزوج امرأة من الأنصار.
ثناء الله على المهاجرين والأنصار
لقد أثنى الله على المهاجرين الذين تركوا كل شيء خلف ظهورهم من أجل أن ينصروا الله ورسوله، وعلى الأنصار الذي آثروا إخوانهم على أنفسهم.
فقال الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
موادعة النبي لأهل المدينة
وأما الذين كانوا بالمدينة فقد وادعهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم، فوضع لهم ميثاقا يضمن التعايش والمواطنة، ويعطيهم الحقوق ويفرض عليهم الواجبات، وأقرهم على دينهم وأموالهم.