من هن عمات النبي صلى الله عليه وسلم؟
عمات النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هنّ: أم حكيم البيضاء، وعاتكة، وبرة، وأميمة، وأروى، وصفية، واتفق العلماء على إسلام صفية وهي أم الزبير بن العوام، واختلف في إسلام عاتكة وأروى.
أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب
هي شقيقة عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي طالب والزبير وعبد الكعبة، فأمهم جميعا فاطمة بنت عمرو.
وكانت أم حكيم عند كريز بن ربيعة فولدت له عامرا وبناتا.
وقد أسلم ولدها عامر بن كريز يوم فتح مكة وابن عامر هو عبد الله بن عامر من الصحابة استعمله عثمان على خراسان.
وأما ابنة أم حكيم فهي أروى والدة عثمان بن عفان الملقب بذي النورين؛ لأنه تزوج اثنتين من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-.
عاتكة بنت عبد المطلب
عاتكة معناها الطاهرة، مختلف في إسلامها، وأمها فاطمة بنت عمرو وهي شقيقة عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت تحت أبي أمية بن المغيرة فولدت له عبد الله وزهير، وأم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي سلمة ابن خالتها .
وعبد الله بن أبى أمية شهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة وحنينا والطائف فرمى يوم الطائف بسهم فأصابه فقتله.
وأما زهير فكان ممن قام بنقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم.
برة بنت عبد المطلب
أمها فاطمة بنت عمرو وكانت عند أبي رهم بن عبد العزى، ثم تزوجها من بعده عبد الأسد بن هلال، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد
وكان قد تزوج أبو سلمة أم سلمة ابنة خالته أولا فلما مات بعد إصابته في غزوة أحد، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وترتيبه العاشر من بين من أسلم من الرجال.
أميمة بنت عبد المطلب
كانت تحت جحش بن رياب أخى بن غنم، فولدت له عبد الله وعبيد الله وأبا أحمد، وزينب وأم حبيبة وحمنة أولاد جحش بن رياب.
تزوجت أم حبيبة بنت أميمة بنت عبد المطلب من عبد الرحمن بن عوف، وتزوجت حمنة ابنتها أيضا من مصعب بن عمير ثم تزوجها من بعده طلحة بن عبيد الله.
استشهد عبد الله بن جحش ابن أميمة بنت عبد المطلب يوم أحد ودفن مع خاله حمزة بن عبد المطلب.
أروى بنت عبد المطلب
أمها صفية بنت جندب أم الحارث بن عبد المطلب وهي شقيقته، وكانت تحت عمير بن وهب بن عبد قصي فولدت له طليبا ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف.
وأسلم طليب وهو يعد من المهاجرين الأولين، هاجر هجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وشهد بدرا واستشهد يوم أجنادين وليس له ذرية من بعده.
واختلف في إسلام أروى بنت عبد المطلب فعدها أبو جعفر العقيلي في الصحابة، وأما محمد بن إسحاق فذكر أنه لم يسلم من عماته -صلى الله عليه وسلم- إلا صفية.
صفية بنت عبد المطلب
أسلمت باتفاق العلماء، وأمها هالة بنت وهيب وهي شقيقة حمزة والمقوم وحجل، وكانت قد تزوجت في الجاهلية الحارث بن حرب، فلما مات تزوجت العوام بن خويلد وهو أخو خديجة بنت خويلد زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة .
فالزبير بن العوام هو ابن أخي خديجة -رضي الله عنها- وابن عمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
والسائب بن العوام هو ممن شهدوا غزوة بدر وغزوة الخندق وأبلى فيهما بلاء حسنا.
موقف صفية من مقتل حمزة
ظهرت شجاعة وقوة إيمان صفية بنت عبد الطلب في غزوة أحد عندما رأت مقتل أخيها حمزة بن عبد المطلب فلم تجزع على موته بل دعت له وانصرفت.
عن عروة، قال: أخبرني أبي الزبير: أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى، قال: فكره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تراهم. فقال: (المرأة المرأة).
قال الزبير: فتوسمت أنها أمي صفية، قال: فخرجت أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قال: فلدمت في صدري، وكانت امرأة جلدة، قالت: إليك لا أرض لك.
قال: فقلت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عزم عليك. قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة، فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل، قد فعل به كما فعل بحمزة.
قال: فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين، والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب، وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له.[أحمد]
قتل صفية لليهودي في غزوة الخندق
وروى ابن اسحاق عن عباد الزهرى أنه كانت صفية بنت عبد المطلب فى فارع حصن، قالت: وحسان معنا وفيه من النساء والصبيان،
فمرّ بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا،
ورسول الله -صلّى الله عليه وسلم- والمسلمون فى نحور عدوّهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم إذ أتانا آت،
قلت: يا حسان إن هذا اليهودى كما ترى يطيف بالحصن وإنى والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من اليهود وقد شغل عنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وأصحابه فانزل إليه فاقتله.
فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، فلما قال ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت، ثم أخذت عمودا ثم نزلت إليه من الحصن فضربته بالعمود حتى قتلته.
فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت: يا حسان انزل فاسلبه فإنه لم يمنعنى من سلبه إلا أنه رجل قال: مالى فى سلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب. كذا فى المنتقى.
وهذه الرواية قد صححها بعض العلماء ومنهم من ضعفها لكن على فرض صحتها فلا يستدل منها على جبن حسان بن ثابت فقد رد السهيلي على هذا الاتهام بقوله:
“مجمل هذا الحديث عند الناس أن حساناً كان جباناً شديد الجبن وقد دفع بعض العلماء هذا وأنكره وقال: لو صح هذا لهُجِي به حسان،
فإنه كان يهاجي الشعراء وكانوا يردون عليه فما عيره أحد بجبن، وإن صح فلعل حسان كان معتلاً في ذلك اليوم بعلة منعته من شهود القتال وهذا أولى ما تأول”.
رثاء صفية للنبي عند موته
لما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- رثته بأبيات من الشعر:
أَلا يَا رَسُول الله كنت رجاءنا * وَكنت بِنَا برا وَلم تَكُ جَافيا
وَكنت رحِيما هاديا ومعلما * وليبك عَلَيْك الْيَوْم من كَانَ باكيا
لعمرك مَا أبْكِي النَّبِي لفقده * وَلَكِن لما أخْشَى من الْهَرج آتِيَا
أفاطم صلى الله رب مُحَمَّد * على جدث بِيَثْرِب ثاويا
فدى لرَسُول الله أُمِّي وخالتي * وَعمي وآبائي وَنَفْسِي وماليا
نصحت وَبَلغت الرسَالَة صَادِقا* ومت صَلِيب الْعود أَبْلَج صافيا
عَلَيْك من الله السَّلَام تَحِيَّة * وأدخلت جنَّات من العدن رَاضِيا
وتوفيت صفية بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين وكان عمرها يوم موتها ثلاث وسبعون عاما ودفنت بالبقيع.